آخر الأخبار

هولندا وإندونيسيا.. رحلة "القرنفل" انتهت بجلب لاعبي كرة قدم 

شارك
رسم للسفن الهولندية المتجهة إلى إندونيسيا في العام 1595

وجد الهولنديون صعوبات في الحصول على التوابل من أوروبا فقرروا التوجه نحو إندونيسيا في العام 1595 لجلبها، وبعد تحقيق أرباح ضخمة قرروا السيطرة على الأرخبيل الإندونيسي ليظهر بعد قرون مسمى "إندو-دتش" نسبة إلى الهولنديين من أصول إندونيسية. تمت الاستعانة ببعضهم في قائمة المنتخب الآسيوي الحالية التي ستواجه السعودية والعراق بملحق التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.


أنشأ الهولنديون "شركة الهند الشرقية المتحدة" عندما عانوا من الحصول على التوابل في أوروبا فالهدف هو القرنفل، جوزة الطيب، السكر، الشاي والقهوة، إضافة إلى التبغ والأفيون. وبعد الربح الهائل الذي حققوه بعد بيعها، تحول الأمر إلى غزو المناطق المحيطة لكن الفساد وسوء الإدارة المالية أنهيا تلك الشركة بعد 205 أعوام وتم بسط سيطرة الإمبراطورية الهولندية على الأرخبيل الآسيوي، وسط مقاومة السكان الأصليين الذين كانوا يرفضون التواجد الأجنبي.

واجه القادمون من دين هاغ، عاصمة هولندا قبل أمستردام، الكثير من الأزمات خلال تلك الفترة، إذ خضعوا لسيطرة الإمبراطورية الفرنسية، ثم احتل البريطانيون جزر التوابل مطلع القرن التاسع عشر، والحروب مع السكان الأصليين بالإضافة إلى حروب مع البريطانيين الذين احتلوا جزر التوابل مطلع القرن التاسع عشر، ونتيجة لذلك تم الاتفاق على التخلي عن مستعمراتهم في شبه جزيرة ملايو "غرب ماليزيا اليوم" مقابل بسط سيطرتهم على كامل إندونيسيا.

في العام 1927 أنهى الطالب الإندونيسي سويراتين سوسروسوغوندو دراسته في الهندسة المدنية بألمانيا وعاد إلى بلاده وقرر تأسيس اتحاد كرة قدم بعد عام واحد. اجتمع ببعض لاعبي الكرة الإندونيسيين في الخفاء بعيداً عن أعين الشرطة الهولندية، إذ كان الهدف حينها تأسيس حركة مقاومة ضد الاحتلال الهولندي وبحلول العام 1930 كانت جميع المنظمات المحلية تحت لواء الاتحاد الوليد وأصبح سويراتين رئيسه.

تدخل الهولنديون بعد ذلك وأرسلوا المنتخب المشارك في كأس العالم 1938 تحت اسم "الهند الشرقية الهولندية". ذلك الفريق ضم مجموعة من السكان الأصليين والهولنديين تحت قيادة المدرب يوهان ماستيبروك قبل أن تنتهي مهمته سريعاً عقب الخسارة أمام منتخب المجر بستة أهداف دون رد.

اندلعت الحرب العالمية الثانية وغزا اليابانيون إندونيسيا، ذلك التدخل ساعد الإندونيسيين المقموعين تحت الحكم الهولندي الذي كان يقسم الناس إلى طبقات اجتماعية، إذ يعيش القادمون من هولندا في مناطق خاصة بعيداً عن السكان الأصليين الذين لا يسمح لهم بالاقتراب من نظرائهم القادمين من أوروبا.

استسلمت اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945، وبعد يومين أعلن الزعيم الوطني أحمد سوكارنو القادم من سورابايا في جاوا استقلال إندونيسيا وتوليه الرئاسة، عاد الهولنديون لمحاولة بسط نفوذهم وبعد عدة معارك وجهود دبلوماسية، أعلنت هولندا استقلال إندونيسيا.

خلال تلك الأعوام التي حكمت فيها هولندا إندونيسيا، تم الاستعانة بعمال من الأخيرة للعمل في "بلاد الأراضي المنخفضة" بالإضافة إلى ذلك تم إعادة تمركز مئات الآلاف من الجنود ذوي الأصول الإندونيسية في مستعمرات هولندية أخرى قبل استقرارهم في أمستردام وما جاورها.

اندمج الإندونيسيون والهولنديون سوياً وأصبح اسمهم "إندو-دتش" إذ يتجاوز عددهم في إندونيسيا مليون نسمة، بينما تشير الإحصاءات إلى أن تعدادهم يبلغ 1.5 مليون نسمة في هولندا، خرج منهم سياسيون وأدباء ونجوم في مجالات مختلفة منهم مارك روته الأمين العام لحزب الناتو اليوم، وسابقاً كان رئيس الوزراء في هولندا، بالإضافة إلى عدة نواب في البرلمان منهم اليمينيون تيري باوديت وخيرت فيلدرز.

اهتمام "الإندو-دتش" بكرة القدم يمكن ملاحظته في مختلف قوائم منتخبات هولندا منذ عقود والتي ضمت بعض النجوم من أصول إندونيسية منهم جيوفاني فان برونكهورست الدولي الهولندي السابق ولاعب أرسنال وبرشلونة السابق، وكذلك جون هيتينغا وصيف كأس العالم 2010 وزميله في الفريق ذاته نايجل دي يونغ، إضافة إلى الهداف الكبير روي ماكاي لاعب ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، واليوم يظهر اسم يجاني رايندرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي كأحد أبرز الهولنديين من أصل إندونيسي في كرة القدم، والذي يلعب شقيقه إليانو في منتخب إندونيسيا حالياً.

في اختيارات الهولندي باتريك كلويفرت مدرب إندونيسيا عدة لاعبين من مواطنيه تعود أصولهم إلى الأرخبيل الآسيوي وهم ميس هيلغرز، إيفار جينير، رافائيل ستوريك، مارك كلوك، ستيفانو ليليبالي، أولي رومني، ماورو زيلتسرا، راغنر أورتمانغون، ميليانو جوناثانز، توم هاي، مارتن بايس، كالفن فيردونك، وجستن هوبنر، إذ أن جميعهم أبصروا النور في هولندا واليوم يحملون آمال قرابة 300 مليون إندونيسي يتمنون بلوغ ثاني مونديال في تاريخهم، والأول بعد الاستقلال.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا