آخر الأخبار

تقرير: 5 مقومات ستضع الجزائر في صدارة مصدري الهيدروجين إلى أوروبا

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

تقرير: 5 مقومات ستضع الجزائر في صدارة مصدري الهيدروجين إلى أوروبا

الجزائرالٱن _ في ظل تراجع توقعات إنتاج الهيدروجين في القارة الأوروبية ، تبرز الجزائر كواحدة من أبرز الدول العربية المؤهلة لسد الفجوة المتزايدة في سوق الطاقة النظيفة الأوروبية. فبعد أن خفضت منظمة “هيدروجين يوروب” توقعاتها للإمدادات بحلول 2030 بنسبة 8%، أصبحت الحاجة إلى مصادر خارجية موثوقة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

أرقام مقلقة وتوقعات هابطة في أوروبا

تشير أحدث التقديرات، التي نقلتها منصة “الطاقة” المتخصصة، إلى أن إمدادات الهيدروجين الأوروبية ستبلغ 2.3 مليون طن سنوياً في 2030، بانخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 2.5 مليون طن. وتواجه مشروعات القارة موجة من الإلغاءات والإرجاءات، حيث تراجع عدد المشروعات من 900 إلى 862 مشروعاً، بطاقة إنتاجية منخفضة بنسبة 12%.

هذا التعثر الأوروبي يفتح الباب واسعاً أمام الدول المصدرة المحتملة، وتتصدر الجزائر قائمة المرشحين بفضل مقوماتها الفريدة.

خمس ركائز تبرز التفوق الجزائري

حدد الخبراء خمسة مقومات رئيسية تضع الجزائر في مقدمة الدول القادرة على تعزيز سوق الهيدروجين الأوروبية:

1ـ فائض الطاقة الكهربائية

تمتلك الجزائر فائضاً في إنتاج الكهرباء يفوق مستويات ذروة الاستهلاك المحلي، ما يوفر قاعدة صلبة لإنتاج الهيدروجين الأخضر دون التأثير على الإمدادات المحلية.

2 ـ وفرة الغاز الطبيعي

تعد الجزائر من كبار منتجي الغاز الطبيعي، ما يتيح لها إنتاج الهيدروجين الأزرق (المنتج من الغاز مع احتجاز الكربون) كخيار مكمل للهيدروجين الأخضر.

3 ـ تكلفة إنتاج تنافسية

تتراوح تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر بين 1.2 ودولارين للكيلوغرام، وهي من بين الأدنى عالمياً، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية في الأسواق الدولية.

4 ـ الموارد المتجددة الهائلة

تتمتع الجزائر بإشعاع شمسي مستمر وموارد متجددة ضخمة، خاصة في المناطق الجنوبية الصحراوية، ما يجعلها موقعاً مثالياً لمحطات الطاقة الشمسية الضخمة.

5 ـ الطموحات الوطنية الكبيرة

تبنت الجزائر هدفاً طموحاً بإنتاج 15 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وبدأت بالفعل في تنفيذ 3 غيغاواط منها، ما يعكس جدية التوجه نحو الطاقة النظيفة.

البنية التحتية .. ميزة استراتيجية حاسمة

تمتلك الجزائر ميزة تنافسية فريدة مقارنة بدول المنطقة: شبكة أنابيب غاز ممتدة بالفعل إلى أوروبا عبر إيطاليا وإسبانيا. هذه البنية التحتية الجاهزة تتيح إمكانية نقل الهيدروجين بتكلفة أقل ووقت أسرع مقارنة بخيارات الشحن البحري.

ممر الهيدروجين .. مشروع القرن

تتجه الأنظار إلى خطوة حاسمة خلال العام الجاري تتعلق بمشروعات نقل الهيدروجين إلى أوروبا عبر ممر يمر بتونس وإيطاليا والنمسا. هذا المشروع الطموح يمكن أن يحول الجزائر إلى شريان رئيسي لإمدادات الطاقة النظيفة للقارة الأوروبية.

الاستثمارات والخطط المستقبلية

استثمرت الجزائر بشكل مكثف في صناعة الهيدروجين وإنتاج الأمونيا، مستفيدة من خبرتها الطويلة في قطاع الطاقة. الاتفاقيات المبرمة مع دول القارة الأوروبية بشأن ممرات الربط تعزز من مكانة البلاد كمزود مستقبلي موثوق للطاقة النظيفة.

الموقع الجغرافي .. جسر بين قارتين

يمنح الموقع الاستراتيجي للجزائر على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وقربها من الأسواق الأوروبية، ميزة لا تُقدر بثمن. المسافة القصيرة تعني تكاليف نقل أقل، وسرعة أكبر في الاستجابة لاحتياجات السوق، وموثوقية أعلى في الإمدادات.

الفرصة الذهبية: الآن أو أبداً

مع التزام الاتحاد الأوروبي باستيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين سنوياً بحلول 2030، وتعثر الإنتاج المحلي، تقف الجزائر أمام فرصة تاريخية لترسيخ مكانتها كمورد رئيسي للطاقة النظيفة. النجاح في استغلال هذه الفرصة يتطلب تسريع وتيرة تطوير المشروعات، وتعزيز الشراكات الدولية، وتحديث البنية التحتية اللازمة.

ويجمع الخبراء على أنّ الجزائر تجمع بين المقومات الطبيعية، والبنية التحتية الجاهزة، والموقع الاستراتيجي، والطموحات الوطنية، لتصبح واحدة من أبرز المرشحين لملء الفجوة المتزايدة في سوق الهيدروجين الأوروبية. في ظل تراجع الإنتاج الأوروبي المحلي، أصبحت الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى لتحويل هذه المقومات إلى واقع تجاري يعود بالنفع على البلاد والقارة الأوروبية على حد سواء.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا