إن "قاعدة الـ 10000 ساعة" هي فكرة شهيرة تُفيد بأن إتقان أي مجال يتطلب حوالي 10000 ساعة من الممارسة.
وقد روّج لها عالم الاجتماع مالكولم غلادويل في كتابه "العباقرة والمهمشون" (Outliers). لكن عالم النفس كينيث ميلر يُفنّد هذه الفكرة.
وبحسب ميلر، فإن "قاعدة الـ10000 ساعة" ليست قانونا ثابتا، بل مجرد معدّل إحصائي، وأوضح أن الأهم من عدد الساعات هو كيفية الممارسة. وضرب مثالا بتجربته في تسلّق الصخور فقال:"على مدى 20 عاما من التسلق لم أصبح خبيرا، ورغم تدريبي المنتظم ظلت نتائجي متوسطة. بينما تخطاني المبتدئون بسرعة. فأدركت، كعالم نفس، أن المشكلة ليست في عدد الساعات، بل في جودة التمرين".
وتمكّن ميلر من اختراق "سقف أدائه" في التسلق بعد استعانته بمدرب كشف نقاط ضعفه، منها مشاكل في التقنية ونقص المرونة. فبدأ بتسجيل صعوده بالفيديو لتحليل أخطائه، ودراسة المسارات مسبقا، وتدريب حركات محددة. ويقول:" خلال أشهر تجاوزت مستوى الصعوبة الـ12، ما كان مستحيلا في السابق".
وبدلا من تكرار نفس الحركات آليا، يوصي ميلر بـ التمرين الواعي (Deliberate Practice) الذي يعتمد على:
- وضع أهداف محددة.
- الحصول على تغذية راجعة من خبراء.
- تحليل الأخطاء.
وإن لم يتوفر مرشد، يمكن الاعتماد على التقييم الذاتي عبر التسجيلات، وتحليل التقنية، وتصحيح الأخطاء باستمرار.
ويحذّر العالم قائلا:" بدون هذه الخطوات تتحول الممارسة إلى تثبيت للأخطاء! وهذا ما يفسر عدم تفوّق بعض أطباء النفس ذوي الـ20 عام خبرة على زملائهم الشباب وجمود أداء موسيقيين يعزفون نفس المقطوعات سنوات دون تطور.
ويؤكد ميلر أن الخبراء الحقيقيين ليسوا مَن يمارسون العمل لأطول فترة، بل مَن يحددون أهدافا دقيقة ويحصلون على تقييم مستمر ويراقبون تقدمهم ويعدّلون استراتيجياتهم.
وخلص إلى أن "الإتقان ليس نتيجة تلقائية للخبرة، بل ثمرة عمل مدروس على الذات سواء في التسلق أو الموسيقى أو العلاج النفسي. والتمرين الواعي هو الطريق الوحيد للتطور".
المصدر: Naukatv.ru