●محرز يتصدر قائمة الأعلى أجرًا في كأس إفريقيا
الجزائر الآن -في تطور لافت يعكس التحولات الاقتصادية التي يشهدها عالم كرة القدم، يتصدر النجم الجزائري رياض محرز قائمة اللاعبين الأعلى أجرًا المشاركين في كأس أمم إفريقيا 2025، براتب أسبوعي خيالي قدره مليون و15 ألف أورو (ما يعادل حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي)
ويحصل محرز، نجم الأهلي السعودي والمنتخب الجزائري، على هذا الراتب الأسبوعي الضخم في صفقة تعد الأضخم في مسيرته الكروية. وكان اللاعب الذي يقترب من عامه 35 قد انضم إلى الدوري السعودي عام 2023 قادمًا من مانشستر سيتي الإنجليزي، في عقد يمتد لأربع سنوات.
هذا الراتب الفلكي يضع محرز في مصاف أعلى اللاعبين أجرًا على مستوى العالم، ويعكس حجم الاستثمارات الضخمة التي ضخها الدوري السعودي لاستقطاب النجوم العالميين.
● السعودية تهيمن على القائمة
اللافت في الأمر أن الأندية السعودية تحتكر المراكز الثلاثة الأولى في قائمة اللاعبين الأعلى أجرًا بالبطولة الإفريقية. فبعد محرز مباشرة، يأتي السنغالي ساديو ماني، نجم النصر السعودي، في المركز الثاني براتب أسبوعي قدره 778 ألف أورو، بينما يحل مواطنه كاليدو كوليبالي، مدافع الهلال السعودي، في المركز الثالث بـ 675 ألف أورو أسبوعيًا.
هذه الأرقام تؤكد أن الدوري السعودي بات قوة مالية لا يستهان بها في سوق الانتقالات العالمية، قادرة على منافسة أكبر الدوريات الأوروبية في استقطاب المواهب الإفريقية.
● صلاح يتراجع للمركز الرابع
في مفاجأة نسبية، جاء النجم المصري محمد صلاح، قائد ليفربول الإنجليزي وأحد أفضل لاعبي العالم، في المركز الرابع فقط براتب أسبوعي قدره 458 ألف أورو. رغم أن راتب صلاح يعتبر مرتفعًا بالمعايير العالمية، إلا أنه يبدو متواضعًا مقارنة بما يحصل عليه زملاؤه في الدوري السعودي.
● دلالات اقتصادية
هذا التفاوت الكبير في الرواتب يطرح تساؤلات حول مستقبل التوازن المالي في كرة القدم العالمية. فبينما تلتزم الأندية الأوروبية بضوابط اللعب المالي النظيف، تستطيع الأندية السعودية المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة تقديم عروض مالية لا يمكن مجاراتها.
يرى محللون أن هذا الواقع قد يعيد رسم خريطة كرة القدم العالمية، حيث بات الدوري السعودي وجهة مغرية ليس فقط للاعبين في أواخر مسيرتهم، بل أيضًا للنجوم في ذروة عطائهم الذين يبحثون عن الاستقرار المالي.
● محرز وطموح الجزائر
على صعيد المنافسة الرياضية، يقود محرز المنتخب الجزائري بحثًا عن اللقب الإفريقي الثالث في تاريخ “الخضر”، بعد التتويج في نسختي 1990 و2019. النجم الجزائري الذي توج بكل الألقاب الممكنة مع مانشستر سيتي، يطمح لإضافة إنجاز جديد مع بلاده.
بينما تتسابق الأندية على استقطاب النجوم بالمال، تبقى الكرة الإفريقية ساحة للشغف والمنافسة الحقيقية، حيث لا قيمة للرواتب الفلكية دون الإنجاز على المستطيل الأخضر. وسيكون محرز ورفاقه مطالبين بإثبات أن القيمة المالية تترجم إلى قيمة فنية تحت أضواء البطولة القارية.
● بلومي: “محرز يعرف طريقه إلى المواعيد الكبيرة”
يرى اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي أن الانتصار العريض الذي حققه المنتخب الوطني أمام السودان بثلاثة أهداف دون رد، في مستهل مشاركته بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، شكّل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، ومنح “الخضر” دفعة معنوية هم في أمسّ الحاجة إليها بعد تعثرات الدورتين السابقتين.
واعتبر بلومي أن الدخول القوي في البطولة ينعكس إيجابًا على الثقة والطموح، ويؤسس لمسار أفضل في بقية المشوار، مع طموح الذهاب بعيدًا قدر الإمكان في المنافسة القارية.
● محرز… قائد لا يفاجئ من يعرفه
وبخصوص الأداء اللافت لقائد المنتخب رياض محرز، أكد بلومي في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد”، أن ما قدمه أمام السودان لم يكن مفاجئًا بالنسبة له، بل يندرج ضمن مسيرة لاعب اعتاد الظهور في اللحظات الحاسمة.
وأوضح أن محرز، رغم ما يتعرض له من انتقادات، يبقى أحد أعمدة المنتخب الوطني، ولا يزال قادرًا على العطاء، وهو ما أثبته بتوقيعه على ثنائية جميلة سهّلت مهمة المنتخب، الذي عرف – حسبه – كيف يُسيّر المباراة بذكاء وهدوء.
● رقم قياسي جديد… ورسالة دعم مفتوحة
وعن تجاوز محرز رقمه القياسي كأفضل هداف للجزائر في تاريخ كأس أمم إفريقيا، عبّر بلومي عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، مهنئًا القائد على دخوله التاريخ من أوسع أبوابه.
وأكد أنه اليوم مجرد مشجع يتمنى رؤية محرز يواصل التسجيل وتحطيم الأرقام، بل وقيادة المنتخب إلى ألقاب وإنجازات جديدة، سواء في “الكان” أو في المواعيد العالمية، داعيًا إياه إلى تجاهل الانتقادات وعدم الالتفات إلى الوراء، باعتباره لاعبًا من طينة الكبار.
● إبراهيم مازة… مشروع نجم قادم
ولم يُخفِ بلومي إعجابه بالموهبة الصاعدة إبراهيم مازة، معتبرًا إياه من أبرز الأسماء الشابة في المنتخب الوطني، ومرشحًا ليكون نجم “الخضر” الأول في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن مازة أكد قيمته مع ناديه الألماني باير ليفركوزن، حيث نجح في فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية رغم صغر سنه، وهو أمر ليس بالسهل في هذا المستوى. كما عبّر عن سعادته بتسجيله أول أهدافه الدولية، مبرزًا الطريقة الفنية التي سجّل بها، والتي عكست موهبة حقيقية وإمكانات كبيرة.
● “ليتجاوزني ولا يكتفي بما حققته”
وفي ختام حديثه، اعتبر بلومي أن تشبيه مازة به يُعد مصدر فخر وسعادة له، متمنيًا أن لا يكتفي اللاعب الشاب بما حققه الجيل السابق، بل أن يتجاوزه ويصنع اسمه الخاص في تاريخ الكرة الجزائرية.
وختم بتمنياته لمازة بالتوفيق في هذه النسخة من كأس إفريقيا، داعيًا إياه إلى مواصلة العمل بنفس الروح والعطاء، حتى يترسخ اسمه بين كبار اللعبة في الجزائر.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة