آخر الأخبار

أبواق المخزن تواصل إنتاج الأكاذيب ضد الجزائر

شارك
بواسطة
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة

أبواق المخزن تواصل إنتاج الأكاذيب ضد الجزائر

الجزائرالٱن _ في تكرار فاضح لنمط قديم من الأكاذيب والافتراءات، أطلقت أبواق المخزن المغربي إشاعة جديدة تزعم أن بعثة المنتخب الوطني الجزائري قامت بإخفاء أو تغطية صورة الملك محمد السادس عند وصولها إلى الرباط للمشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2025.

الآلة الإعلامية المخزنية انطلقت بسرعة مذهلة، والقنوات الموالية بدأت في نشر الادعاء وكأنه حقيقة مسلّم بها، والأصوات المأجورة ارتفعت مستنكرة ومحرضة ضد الجزائريين.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: أين الدليل؟ أين الفيديو الواضح؟ أين الصور الموثوقة؟ لا شيء على الإطلاق.

فقط ادعاءات تُطلق في الفضاء الإعلامي دون أدنى إثبات أو مصداقية.

هذا هو المخزن الذي نعرفه، يكذب بلا خجل ويفتري بلا حياء.

إشاعة مكررة… وسابقة لم تُنس

الأخطر من ذلك أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام المغربي هذا الأسلوب المتدني ضد الجزائر.

قبل أشهر قليلة ومع وصول بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم للسيدات إلى المغرب للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، اخترع الإعلام المخزني إشاعة مطابقة تماماً للإشاعة الحالية. الادعاء كان صادماً ومثيراً: أحد أفراد البعثة الجزائرية قام بتغطية شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشريط لاصق!

انتشرت الإشاعة كالنار في الهشيم عبر القنوات والمواقع الموالية للمخزن، وتحولت في غضون ساعات إلى “حقيقة” يرددها الجميع دون تمحيص أو تدقيق.

الحملة الإعلامية كانت منظمة ومحكمة ومدروسة، والهدف كان واضحاً كالشمس: تشويه صورة الجزائريين وتصويرهم كمسيئين للرموز المغربية أمام الرأي العام الإفريقي والعالمي.

لكن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة صفعة قوية على وجه آلة الأكاذيب المخزنية.

جاء ممثل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وكذّب الادعاء رسمياً وعلنياً، مؤكداً أن ما تم تداوله كان محض افتراء وكذب لا أساس له من الصحة.

التكذيب كان رسمياً وقاطعاً وموثقاً، لكن هل اعتذر الإعلام المغربي؟ هل تراجع عن كذبته الفاضحة؟ بالطبع لا! لأن الهدف لم يكن البحث عن الحقيقة، بل كان تشويه الجزائر بأي ثمن وبأي وسيلة.

إعادة إنتاج نفس السيناريو مع المنتخب الأول

واليوم، ومع وصول بعثة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، يعيد المخزن إنتاج نفس السيناريو القذر بحذافيره. نفس الأسلوب المكشوف، نفس الادعاءات الفارغة، نفس غياب الأدلة التام.

كأن التاريخ يعيد نفسه، أو بالأحرى كأن المخزن لا يملك إلا هذا الأسلوب الوحيد والبائس للتعامل مع الجزائر وشعبها. الرسالة واضحة وصريحة: كلما جاءت بعثة جزائرية إلى المغرب، يجب أن تُستقبل بحملة تشويه وافتراء ممنهجة!

الدليل بالصوت والصورة… من نيويورك

بينما يطلق المخزن هذه الاتهامات الجوفاء بلا دليل واحد ضد الجزائريين، تكشف الأدلة الموثقة والمصورة من هو الذي يمارس فعلاً الإساءة الحقيقية للرموز الوطنية.

في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وأمام عشرات الكاميرات الدولية، وفي قاعة تجتمع فيها أعلام جميع دول العالم محترمة ومصانة، قام عمر هلال، السفير المغربي والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بتغطية علم الجزائر بيديه بشكل متعمد وفاضح ومقصود!

هذا الفعل المشين موثق بالفيديو من عدة زوايا، مصور بكاميرات التلفزيون الدولية، حدث في أعلى منصة دبلوماسية في العالم، وقام به ممثل رسمي للنظام المغربي.

لا يمكن إنكاره، لا يمكن التشكيك فيه، ولا يمكن الهروب منه. هذه ليست مجرد مقارنة عابرة، بل هي كشف فاضح ومدمر لمن يمارس فعلاً الإساءة للرموز الوطنية.

المخزن يتهم الجزائريين بما يفعله ممثلوه علناً وبكل وقاحة أمام العالم أجمع!

بين الافتراء والدليل… فرق لا يُجادل فيه

الفرق جوهري وحاسم: الادعاءات المغربية ضد الجزائريين لا يوجد لها أي فيديو موثق، لا توجد صور واضحة، لا توجد شهادات محايدة، فقط ادعاءات إعلامية مفبركة تم تكذيبها رسمياً من الكاف.

أما فضيحة عمر هلال فهي موثقة بالصوت والصورة، لا جدال فيها ولا نقاش.

تصرف عمر هلال لم يكن مجرد إساءة عابرة أو خطأ غير مقصود، بل كان انتهاكاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية الدولية، تعدي متعمد على رمز من رموز دولة ذات سيادة، فضيحة أخلاقية تكشف العقلية المخزنية الحقيقية المليئة بالحقد، ودليلاً قاطعاً لا يقبل الشك على من يحمل الكراهية فعلاً ومن يمارس العداء حقيقة.

خطاب اليد الممدودة… وواقع مناقض

يحب المخزن الحديث الطويل والمزخرف عن “اليد الملكية الممدودة” وعن “حسن النوايا المغربية” تجاه الجزائر. الخطابات الرسمية مليئة بهذه العبارات البراقة واللامعة التي تحاول تلميع صورة النظام المغربي المشوهة أمام العالم.

لكن الواقع على الأرض يكشف حقيقة مختلفة تماماً ومتناقضة بشكل فاضح مع هذا الخطاب المنافق.

ما إن تطأ بعثة جزائرية الأراضي المغربية، حتى تنطلق آلة الإشاعات والأكاذيب المنظمة. هذه هي “اليد الممدودة” الحقيقية للمخزن: يد ممدودة لتشويه صورة الضيوف، لاختلاق الأكاذيب من العدم، لنشر الكراهية والتحريض.

الأفعال دائماً أبلغ من الأقوال، والأفعال المخزنية تقول بوضوح لا لبس فيه: في الإعلام تُشن حملات ممنهجة من الافتراء والتشويه المستمر، في الدبلوماسية تحدث إساءات علنية للرموز الجزائرية كما فعل عمر هلال، وفي الاستقبال تُطلق إشاعات مفبركة ضد كل بعثة جزائرية تزور المغرب.

حملات تشويه بأهداف سياسية

هذه الحملات المتكررة من الأكاذيب والافتراءات ليست عبثية أو عشوائية أو وليدة اللحظة، بل هي جزء من استراتيجية محكمة ومدروسة لها أهداف واضحة ودنيئة.

كل إشاعة تُطلق، كل حملة تشويه تُنظم، الهدف الأول منها هو رسم صورة سلبية عن الجزائر وشعبها أمام الرأي العام الإفريقي والدولي.

كلما تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل المغرب، كلما احتاج المخزن بشدة إلى “عدو خارجي” لتحويل انتباه شعبه عن مشاكله الحقيقية المتراكمة.

المخزن يستغل الأحداث الرياضية، التي يفترض أن تكون جسراً للتواصل والتقارب بين الشعوب، لزرع الكراهية وتأجيج التوتر والعداء.

هذه الحملات تأتي كذلك في سياق الصراع الأوسع حول قضية الصحراء الغربية، حيث يحاول المخزن الضغط على الجزائر بكل الوسائل المتاحة والممكنة، مهما كانت وضيعة ومنحطة.

الحقيقة لا تُهزم بالإشاعة

أمام هذا الطوفان المستمر من الأكاذيب والافتراءات، يصبح الرد ضرورة وطنية وواجباً أخلاقياً. يجب توثيق كل إشاعة ونشر التكذيبات الرسمية على أوسع نطاق ممكن، كما حدث مع تكذيب الكاف للإشاعات الموجهة ضد البعثات الرياضية الجزائرية.

يجب تذكير العالم دائماً بالفضائح الموثقة للمخزن، وعلى رأسها فضيحة عمر هلال التي لا يمكن إنكارها مهما حاولوا. يجب كشف التناقض الفاضح بين خطاب “اليد الممدودة” المزيف وممارسات العداء والتشويه الفعلية على أرض الواقع.

يجب المطالبة بمحاسبة دبلوماسية صارمة لكل من يسيء لرموز الدول في المحافل الدولية. ويجب فضح الأهداف الحقيقية والدنيئة وراء هذه الحملات وربطها بالأجندة السياسية الأوسع للمخزن المكشوف.

المخزن كذب في حادثة منتخب السيدات، وجاء الكاف وكذّبه رسمياً وعلناً أمام الجميع.

واليوم يكرر نفس الكذبة الرخيصة مع بعثة المنتخب الوطني الأول دون أدنى خجل أو حياء، ولا تجد الكاف إلا الرد بعبارات نافية للحادثة دون اتخاذ أي إجراءات ضد المتطاولين.

من يكذب مرة سيكذب ألف مرة، ومن يُفضح في كذبته المكشوفة لن يتوقف عن الكذب، بل سيستمر فيه بكل وقاحة ودون أي اعتبار للحقيقة أو للأخلاق.

الأدلة واضحة وضوح الشمس: الجزائريون متهمون بادعاءات فارغة بلا دليل واحد، والمغاربة مُدانون بأفعال موثقة ومصورة بالفيديو لا يمكن إنكارها. الحقيقة صارخة ولا تقبل الجدل: “اليد الممدودة” مجرد شعار أجوف ومنافق، والعداء والتشويه المستمر هو المنهج الحقيقي والفعلي للمخزن المكشوف.

الكاميرات لا تكذب أبداً، والفيديوهات لا يمكن تزويرها بسهولة، والتكذيبات الرسمية تبقى موثقة ومسجلة للتاريخ. المخزن يمكنه الاستمرار في نشر الأكاذيب والإشاعات المغرضة، لكن العالم لم يعد ساحة مفتوحة للتضليل والخداع دون رقيب أو حسيب. الحقيقة دائماً أقوى من الإشاعة، والدليل الموثق يهزم الافتراء مهما علا صوته ومهما تكرر.

من يعيش في بيت من زجاج هش، لا يجب أن يرمي الآخرين بالحجارة. والمخزن يعيش في قصر من زجاج متصدع ومكشوف للجميع.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا