آخر الأخبار

ضبط الخطاب الديني على مواقع التواصل: رهان الدولة لمواجهة الفوضى الرقمية

شارك
بواسطة بلقور محمد
:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: بلقور محمد

● ضبط الخطاب الديني على مواقع التواصل: رهان الدولة لمواجهة الفوضى الرقمية

الجزائر الآن -أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الدكتور يوسف بلمهدي، صباح اليوم بالنادي الوطني للجيش، على افتتاح الملتقى الوطني الموسوم بـ “الخطاب الديني في وسائل التواصل الاجتماعي”، المنظم تحت شعار: “الكلمة مسؤولية والتأثير رسالة”، في خطوة تعكس توجّه الدولة نحو تأطير الحضور الديني في الفضاء الرقمي ضمن رؤية استراتيجية شاملة.

● تكوين صُنّاع المحتوى الديني: من الوعظ التقليدي إلى التأثير الرقمي

وفي تصريح لوسائل الإعلام، أوضح يوسف بلمهدي أن هذا الملتقى، الممتد على مدار يومين، يندرج ضمن مسعى عملي لمرافقة صُنّاع المحتوى الديني في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، عبر جمعهم بخبراء جامعيين ومختصين من قطاعات متعددة، قصد إرساء تقاليد تكوينية مستدامة في مجال الخطاب الديني المعاصر.

وأكد أن هذا الإطار التكويني يهدف إلى تطوير مهارات التواصل، وتعزيز تقنيات الحوار، وضبط أسس الإقناع في الفضاءات الرقمية المفتوحة والمغلقة، بما يضمن خطابًا واعيًا ومتوازنًا يراعي خصوصيات العصر وتحولاته.

مصدر الصورة

● تحصين المجتمع وحماية المرجعية الوطنية

شدد وزير الشؤون الدينية والاوقاف على أن هذا المسعى يعكس بعدًا استراتيجيًا للدولة في ترقية الكلمة الطيبة والخطاب الوطني المسؤول، بما يحافظ على الهوية الوطنية والمرجعية الدينية الجزائرية، ويسهم في تحصين المجتمع من مظاهر الانحراف، ويُشكل سدًا منيعًا أمام محاولات بث الفتنة أو المساس بالوحدة الوطنية.

واعتبر أن ضبط الخطاب الديني في الفضاء الرقمي لم يعد خيارًا ظرفيًا، بل ضرورة وطنية في ظل التحولات الإعلامية المتسارعة والتحديات الفكرية العابرة للحدود.

● الإمام بين المسجد والفضاء الرقمي

أضاف الدكتور بلمهدي أن الإمام، بوصفه مسؤولًا عن الكلمة داخل المسجد وفاعلًا مؤثرًا في المنصات الرقمية، بات في حاجة ماسّة إلى تكوين نوعي يواكب التطورات المتلاحقة في وسائل الاتصال، خاصة مع دخول الجزائر عصر الجيل الخامس، والانتشار الواسع للتقنيات الحديثة والهواتف الذكية.

وأوضح أن الرهان اليوم يتمثل في تأهيل الإمام ليكون عنصر استقرار وتوجيه رشيد، لا مجرد ناقل للخطاب، بل صانع وعي قادر على التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.

● الخطاب الديني ورهان الرقمنة الوطنية

مصدر الصورة

وفي ختام تصريحه، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن انخراط الخطاب الديني في مسار الرقمنة الذي تعتمده الدولة الجزائرية يمثل خيارًا استراتيجيًا، يسمح بنشر قيم الخير والكلمة الصالحة التي تجمع ولا تفرق، وتوحد ولا تشتت، وتسهم في إصلاح ذات البين، وحماية الوطن والأمة من كل أشكال التطرف والانقسام.

واختتم بالتأكيد على أن قوة الخطاب الديني اليوم تقاس بقدرته على البناء، والتأثير الإيجابي، والانتصار للوحدة الوطنية في زمن الفضاءات المفتوحة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا