وزير الدفاع التونسي: "التعاون العسكري مع الجزائر خيار استراتيجي لا يخضع للمزايدات"

وزير الدفاع التونسي: “التعاون العسكري مع الجزائر خيار استراتيجي لا يخضع للمزايدات”

الجزائرالٱن _ كسر وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي الصمت حيال الجدل الذي أثارته بعض الأطراف السياسية والإعلامية بشأن اتفاقية التعاون الدفاعي بين تونس والجزائر، مؤكدا أن ما تم توقيعه مؤخرًا لا يعد اتفاقًا جديدًا بل تطويرًا لاتفاقية قائمة منذ سنة 2001. وأوضح الوزير، في مداخلته أمام البرلمان خلال جلسة النقاش العام حول ميزانية الدفاع الوطني لسنة 2026، أن تحديث الاتفاقية جاء استجابة للتحولات الأمنية المتسارعة في المنطقة، بما يعزز قدرات البلدين في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة و تأمين الحدود المشتركة.

مصدر الصورة

مشددا على أن “الشراكة الدفاعية مع الجزائر تندرج في إطار استراتيجي بحت يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي، ولا يحمل أي بعد سياسي أو اصطفافي”.

مصدر الصورة

رسالة البرلمان التونسي إلى المشككين

من جانبه، دعم رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة تصريحات وزير الدفاع، مؤكداً أن الاتفاقية تتماشى مع روح الدستور ومع التوجه المغاربي الذي نص عليه الفصل السابع من دستور الجمهورية التونسية، والذي يضع وحدة المغرب العربي في صلب المصلحة المشتركة للشعوب. وشدد بودربالة على أن واجب البرلمان ومؤسساته التشريعية يقتضي توجيه رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن التعاون التونسي الجزائري يستند إلى السيادة الوطنية والرؤية الاستراتيجية، لا إلى الاصطفافات أو الإملاءات الخارجية.

خلفيات الجدل ومحاولات التشويش

وجاءت تصريحات الوزير ورئيس البرلمان ردًّا على حملات أثارتها أطراف سياسية وإقليمية روجت لفكرة أن الاتفاق العسكري بين تونس والجزائر يمثل انحيازًا لمحور معين في المنطقة. وتشير المعطيات إلى أن الاتفاق الموقع خلال زيارة السهيلي إلى الجزائر الشهر الماضي، يهدف إلى توسيع مجالات التعاون في مجالات التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات، مع تكثيف التنسيق الميداني في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود. ويرى مراقبون أن الموقف الرسمي التونسي جاء ليغلق الباب أمام التأويلات، ويؤكد أن التعاون مع الجزائر ركيزة ثابتة في السياسة الدفاعية التونسية.