آخر الأخبار

ياسر جلال يُصرّ: "ما قلته في الجزائر حقيقة والتاريخ لا يُزيّف"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

ياسر جلال يُصرّ: “ما قلته في الجزائر حقيقة والتاريخ لا يُزيّف”

الجزائرالٱن _ في زمن أصبحت فيه الحقائق التاريخية رهينة للحساسيات الضيقة والأنانيات القومية المُفرطة، يأتي الفنان المصري ياسر جلال ليُعيد التأكيد على ما قاله في الجزائر، رافضاً الانصياع لموجة الانتقادات التي واجهته من بعض المصريين بعد حديثه عن الدور الجزائري في دعم مصر خلال أحلك فتراتها.

تصريحات أثارت عاصفة… وفنان لم يتراجع

في حفل ختام مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، تحدث ياسر جلال عن تفاصيل تاريخية مهمة، منها أن الجزائر أرسلت فرقة صاعقة لحماية المصريين بعد الشك في تفكير الكيان الصهيوني في إنزال عسكري بساحة التحرير بالقاهرة عقب نكسة 1967. تصريحات بدت بسيطة وواضحة، لكنها أثارت عاصفة من الانتقادات والهجوم من البعض الذي رأى فيها “مبالغة” أو “تقليلاً من شأن الجيش المصري”.

لكن ياسر جلال لم يتراجع. بل خرج في أول ظهور له بعد الجدل ليؤكد ما قاله، ناقلاً رواية والده الذي عاش تلك الفترة وشهد بنفسه الدعم الجزائري لمصر في أحلك لحظاتها.

رواية الأب… والحقيقة التي لا تموت

في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على “إنستغرام”، أوضح جلال أن ما ذكره عن مشاركة قوات جزائرية في القاهرة كان نقلاً عن رواية والده، الذي أخبره بأن الجزائر أرسلت قوات رمزية بعد حرب 1967 لدعم مصر ضد أي تهديد محتمل، لافتاً إلى أن والده كان دائم التأكيد على روح العروبة والوحدة بين الشعوب العربية.

وأكد الفنان احترامه الكامل وتقديره العميق للقوات المسلحة المصرية، مشدداً على أنه فخور بانتمائه لها بعد أن خدم في صفوفها. لكنه في الوقت نفسه رفض أن يُنكر الدور الجزائري أو يتجاهله إرضاءً لمن لا يريدون سماع الحقيقة.

“محدش يقدر يزايد”… جملة تُلخّص كل شيء

“محدش يقدر يزايد على دور مصر في مساعدة أشقائها العرب، والدور المصري معروف، وأدوار الإخوة العرب في دعم مصر أيضاً معروفة”، قال جلال، في جملة واضحة تُلخّص الموقف: الاعتراف بدور الآخرين لا يُنقص من قيمة دور بلدك، بل يعكس نضجاً ووعياً بالتاريخ.

ياسر جلال، الذي قدم أعمالاً وطنية مثل “يوم الكرامة” و”الاختيار 3″، يعرف جيداً معنى الوطنية الحقيقية. الوطنية ليست إنكار أفضال الآخرين، بل الاعتراف بها دون أن تمس كرامتك أو تُقلل من شأن بلدك. الوطنية هي قول الحقيقة حتى لو كانت مُرّة على البعض.

درس في الوطنية الناضجة

ما فعله ياسر جلال في الجزائر، ثم ما أكده في مصر، ليس خيانة للوطنية المصرية كما يحاول البعض تصويره، بل هو درس في الوطنية الناضجة التي لا تخاف من الاعتراف بالحقائق، والتي تُدرك أن قوة الأمم تكمن في وحدتها وتضامنها، لا في إنكار أدوار بعضها البعض.

الجزائر وقفت مع مصر في أحلك لحظاتها، ومصر وقفت مع الجزائر في ثورتها ونضالها. هذه حقيقة تاريخية لا يُمكن لأحد محوها، مهما حاول. ومن يرفض الاعتراف بها، فهو لا يخدم وطنه، بل يخدم الفرقة والانقسام الذي يريده أعداء الأمة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا