الإسمنت الجزائري يطرق أبواب العالمية
نجحت الجزائر في ترسيخ حضورها بين كبار مصدّري الإسمنت على مستوى العالم، بعدما بلغت صادراتها سنة 2024 نحو 330 مليون دولار، حسب بيانات منصة “World’s Top Exports”، لتتشارك المرتبة التاسعة مع بلجيكا. هذا الإنجاز يضع الصناعة الجزائرية في موقع تنافسي متقدم، ويؤشر على تحوّل نوعي في أداء قطاع البناء والمواد الإنشائية.
طفرة في الإنتاج واتجاه نحو الأسواق الخارجية
القفزة المحققة ليست وليدة الصدفة، بل ثمرة مسار تصاعدي بدأ منذ سنوات، حين توسّعت قدرات الإنتاج الوطني وارتفعت وتيرة التوجه نحو التصدير، خاصة نحو أسواق إفريقيا وغرب أوروبا. المصانع الجزائرية، التي كانت تكتفي سابقًا بتغطية السوق المحلية، أصبحت اليوم تراهن على الخارج لتصريف فائض الإنتاج وتعزيز حضورها في الساحة الدولية.
بين الكبار… إلى جانب عمالقة الصناعة
وفق التقرير نفسه، تصدّرت فيتنام القائمة بصادرات بلغت 1.4 مليار دولار، تلتها تركيا بـ 1.2 مليار ثم مصر بـ 900 مليون دولار، بينما ضمت القائمة أسماء قوية مثل ألمانيا وكندا وإسبانيا وإندونيسيا. هذا التصنيف يضع الجزائر في دائرة المنافسة العالمية، ويعكس قدرتها على اقتحام أسواق كانت حكراً على القوى الصناعية الكبرى.
نجاح استراتيجي في تنويع الصادرات
يُعدّ دخول الجزائر نادي مصدّري الإسمنت الكبار دليلاً عملياً على نجاح مساعي تنويع الصادرات غير النفطية، وهي الركيزة التي تراهن عليها الدولة لتقليل الاعتماد على عائدات المحروقات. كما ساهمت التحسينات اللوجستية وفتح خطوط بحرية جديدة نحو القارة الإفريقية في تسهيل عمليات التصدير وتوسيع شبكات التوزيع.
رهانات المستقبل: استثمار وتنافسية
يرى خبراء الصناعة أن الحفاظ على هذا المكسب يتطلب توسيع الاستثمارات وتبني تكنولوجيات إنتاج أكثر تطوراً، إلى جانب رفع معايير الجودة وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق الخارجية. وتشير توقعات اقتصادية إلى أن سنة 2025 قد تشهد زيادة جديدة في حجم صادرات الإسمنت الجزائري، ما يعزز مكانته كأحد محركات الاقتصاد الوطني خارج قطاع الطاقة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة