الجزائرالٱن _ بعد أشهر من الانقطاع في الاتصالات بين الجزائر وفرنسا ، الذي أثّر بشكل كبير على الشركات الفرنسية في الجزائر، خاصة في قطاع الحبوب الذي توقفت صادراته منذ نحو ثلاث سنوات، خرج ميشال بيزاك، رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية ، ليطلق دعوته لإعادة بناء علاقة اقتصادية متينة .

وفي تصريح لموقع “كل شيء عن الجزائر”، أكد بيزاك: “أنا رجل أعمال، ولست سياسيًا أو دبلوماسيًا، لكن أي علاقة دائمة يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل، المصالح المتوازنة، ورؤية استراتيجية واضحة للمستقبل ”.

مصدر الصورة

الجزائر شريك لا غنى عنه

أوضح بيزاك أن الجزائر تمثل سوقًا أساسية بالنسبة للاقتصاد الفرنسي، داعيًا إلى اتفاق اقتصادي جديد يضمن مشاركة الشركات الفرنسية في ديناميكية التنمية الجزائرية. وأضاف: “لدى فرنسا اليوم مصلحة في بناء هذه الصفقة، رغم العراقيل الناتجة عن مواقف سياسية سلبية، آخرها قضية الصحراء الغربية ”.

ورأى بيزاك أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمنح كلا الجانبين ميزة تنافسية لا يمكن إنكارها، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب الوقت، واستراتيجيات محكمة، ومسؤولين قادرين على إدارة العلاقة بفعالية .

رسالة للشركات الفرنسية

انتقد بيزاك السياسات الفرنسية التي أدت إلى تراجع دور الشركات الفرنسية في الجزائر، موجهًا رسالة واضحة لها: “لا تستسلموا للخطاب السياسي المنخفض المستوى، فقد جئتم للاستثمار في الجزائر ”.

وأشار إلى أن الاستثمار والعمل المشترك مع الشركات الجزائرية هو السبيل لإعادة فرنسا إلى موقعها الذي فقدته في السوق الجزائرية، محملاً الحكومة الفرنسية جزءًا من المسؤولية إذا لم تُصحح سياساتها .

وأضاف: “في غضون سنوات قليلة، تحوّلت الجزائر، وغادر القطار محطته، ومصلحتنا أن نكون على متن هذا القطار ”.

واقع الشركات الفرنسية في الجزائر

وفق تصريحات بيزاك، هناك نحو 400 شركة فرنسية تعمل في الجزائر، جميعها تؤكد التزامها بالاستثمار ومواصلة النشاط، مشيرًا إلى أن العديد من هذه الشركات، بمرور الوقت، أصبحت شركات جزائرية من حيث الإدارة والموظفين والاستثمارات، ما يجعلها جزءًا من الرابط الذي يوحد البلدين .

وقال بيزاك في ختام حديثه: “الفرص موجودة، والإمكانات كبيرة، والنجاح سيكون حليف من يعرف كيف يتعامل مع الجزائر كشريك استراتيجي حقيقي”.