آخر الأخبار

الجزائر تصعد بثبات نحو الريادة الاقتصادية الإفريقية

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائر تصعد بثبات نحو الريادة الاقتصادية الإفريقية

الجزائرالٱن _ حققت الجزائر خلال عام 2024 قفزة اقتصادية لافتة، أكدت حضورها كإحدى القوى الصاعدة في القارة الإفريقية ، بعدما بلغت صادراتها 46 مليار دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها 18 بالمائة مقارنة بالسنة التي سبقتها، وفق ما كشفه التقرير السنوي للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد ( Afreximbank ) لعام 2025 بعنوان “تقرير التجارة الإفريقية 2025”.

وأوضح التقرير أن هذه الأرقام تعكس صلابة الاقتصاد الجزائري واستمرارية نموه رغم تقلبات الأسواق، حيث لا تزال المحروقات والمعادن تشكل أكثر من 90 بالمائة من الصادرات، ما يبرز الدور الحيوي للجزائر كأحد أهم موردي الطاقة في القارة.

بداية التحول نحو اقتصاد متنوع

ورغم هيمنة قطاع الطاقة، فإن الجزائر بدأت تخطو بثقة نحو تنويع صادراتها الصناعية والغذائية، في إطار رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد المحروقات. ويشير التقرير إلى أن هذا التحول يعبر عن إرادة سياسية واضحة لتقليص الاعتماد على الريع الطاقوي، وبناء قاعدة إنتاجية متنوعة.

كما لفت إلى أن انضمام الجزائر رسميًا إلى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) سنة 2024 يمثل نقطة تحول في مسارها الاقتصادي، إذ من المنتظر أن يسهم هذا الانضمام في توسيع حصتها في التجارة البينية الإفريقية تدريجيا خلال السنوات المقبلة.

حضور متزايد في السوق الإفريقية

ورغم أن الأسواق الإفريقية لا تزال تمثل سوى 2.2 بالمائة من إجمالي الصادرات الجزائرية، فإن البنك يعتبر هذه النسبة مؤشرًا إيجابيًا على دخول الجزائر في ديناميكية التكامل القاري.

وتُعد تونس الشريك الإفريقي الأول للجزائر، إذ تستحوذ على أكثر من 70 بالمائة من المبادلات التجارية داخل القارة، تليها جنوب إفريقيا، كوت ديفوار، نيجيريا والسنغال. أما في ما يتعلق بالواردات الإفريقية، فتأتي موريتانيا وتونس في الصدارة، متبوعتين بكوت ديفوار وأوغندا.

موقع استراتيجي يعزز الطموح القاري

وأكد التقرير أن موقع الجزائر الجغرافي، وقدراتها اللوجستية والطاقة والصناعية، تجعلها مؤهلة لتكون مركزًا محوريًا للتجارة بين شمال القارة وعمقها الإفريقي. كما دعا إلى مواصلة الاستثمار في البنية التحتية والنقل البري والسككي لتسريع الاندماج التجاري ورفع تنافسية المنتجات الجزائرية في السوق القارية.

وأشار Afreximbank إلى أن هذه العوامل مجتمعة تتيح للجزائر فرصة فريدة لتعزيز مكانتها الاقتصادية، خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي تربطها بدول الجوار، مثل محور تمنراست – نيامي – لاغوس الذي سيشكل ممرًا تجاريًا استراتيجيًا نحو غرب إفريقيا.

من مصدر للطاقة إلى قوة اقتصادية صاعدة

ويرى التقرير أن الجزائر أصبحت نموذجًا لقوة اقتصادية إفريقية ناشئة، بفضل توازن سياساتها بين الإصلاح الداخلي والانفتاح الخارجي، وقدرتها على جذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة، اللوجستيك، والصناعات التحويلية.

كما أشار إلى أن نجاح الجزائر في ترسيخ موقعها ضمن أكبر مصدّري القارة يمثل تحولا نوعيًا في الاقتصاد الإفريقي، الذي بدأ يشهد بروز مراكز جديدة للنمو خارج الدوائر التقليدية.

نحو إعادة رسم خريطة التجارة الإفريقية

ويخلص التقرير إلى أن الجزائر تتجه بثبات نحو التموقع كمركز اقتصادي صاعد في القارة، مستفيدة من مواردها الطبيعية، واستقرارها السياسي، وتوجهها نحو التصنيع المحلي. ويرى المحللون أن البلاد مرشحة للعب دور محوري في بناء سلاسل قيمة إفريقية متكاملة، خصوصًا في مجالات الطاقة والمعادن والصناعات الكيماوية والغذائية.

بهذا المسار، لم تعد الجزائر مجرد دولة مصدّرة للمحروقات، بل تحولت إلى فاعل اقتصادي مؤثر يسعى لبناء نموذج نمو إفريقي متكامل، يرتكز على السيادة الاقتصادية والانفتاح على الشراكة القارية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا