آخر الأخبار

دي ميستورا يفكّك القرار الأممي حول الصحراء الغربية

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

دي ميستورا يفكّك القرار الأممي حول الصحراء الغربية

مبعوث الأمم المتحدة: “نص القرار يُعيد التذكير بحق تقرير المصير كركيزة أساسية في مسار التسوية”

الجزائرالٱن _ قدّم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، إحاطة إعلامية من بروكسل تناول فيها القرار الأممي الجديد رقم 2797 (2025)، الذي أعاد تحريك مياه الملف الراكدة منذ عقود، مؤكداً أن القرار يمنح «دفعة جديدة من الطاقة الدولية والإرادة السياسية» لإحياء مسار التسوية بعد سنوات من الجمود.

وأوضح دي ميستورا أن القرار «يقدّم إطاراً واضحاً للمفاوضات دون فرض نتيجة مسبقة»، مشدداً على أن الحلّ الدائم يجب أن يكون حصيلة «مفاوضات تُجرى بحسن نية» بين جميع الأطراف المعنية.

الرباط مدعوة إلى تحديث مقترحها… والباب مفتوح أمام الجميع

كشف المبعوث الأممي أن الخطوة المقبلة ستكون دعوة الأطراف إلى تقديم مقترحاتها وملاحظاتها حول سبل التوصل إلى تسوية عادلة ومتفق عليها، موضحاً أنه ينتظر من المغرب أن يقدّم «خطة موسعة ومحدّثة للحكم الذاتي» تماشياً مع ما أعلن عنه الملك محمد السادس.

وأشار إلى أن القرار 2797 «يعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007 أساساً للمفاوضات»، لكنه في الوقت نفسه لا يُقصي أفكار جبهة البوليساريو ولا ملاحظات الأطراف الأخرى، في ما يشبه محاولة أممية لإعادة التوازن إلى مسار بدا خلال السنوات الماضية منحازاً لصالح الرباط.

تقرير المصير… قلب النص الأممي

في رده على سؤال من صحيفة “القدس العربي”، حول كيفية التوفيق بين مقترح الحكم الذاتي المغربي ومبدأ الحلّ العادل والدائم المتفق عليه بين الطرفين، قال دي ميستورا بلهجة دقيقة إن القرار “صيغ بعناية بالغة، وكل كلمة فيه رسالة بحد ذاتها”

وأوضح أن النص يتضمن إشارات متعددة لا يمكن إغفالها: من بينها تأكيد مبدأ تقرير المصير، إلى جانب ذكر سيادة المغرب، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والحديث عن ضرورة الوصول إلى حلّ «متفق عليه». وأضاف قائلاً: “هناك حديث عن حكم ذاتي حقيقي، لا مجرد حكم ذاتي، وهو ما يفتح الباب أمام مفاوضات أكثر واقعية وجدية حول مستقبل الإقليم”

نقاش جديد حول معنى “السيادة” وحدودها

في قراءته لتوازنات القرار، شدّد دي ميستورا على أن الإشارة إلى السيادة المغربية لا تلغي جوهر القرار، لأن النص ذاته يُعيد التذكير بحق تقرير المصير كركيزة أساسية في مسار التسوية.

وقال إن القرار «يترك مساحة مفتوحة للأفكار البنّاءة»، ما يعني أن الأمم المتحدة لا تنحاز لأي طرح جاهز، بل تدفع نحو عملية تفاوضية حقيقية يمكن أن تتطور من لقاءات محدودة إلى نقاش أوسع وأكثر انفتاحاً في المراحل القادمة.

المينورسو باقية والرهان على المفاوضات المباشرة

رحّب دي ميستورا بتمديد ولاية بعثة المينورسو حتى نهاية أكتوبر 2026، واعتبر أن وجودها في الميدان “يساهم في خلق بيئة مستقرة ترافق العملية التفاوضية المقبلة”

كما أكد أن القرار يمنح تفويضاً واضحاً له وللأمين العام للأمم المتحدة ليس فقط لتسهيل بل لقيادة المفاوضات المقبلة، دون شروط مسبقة، بما يتيح له مساحة أوسع للتحرك وإعادة جمع الأطراف حول طاولة واحدة.

الحوار هو الطريق الوحيد

اختتم دي ميستورا إحاطته بالتأكيد أنه لن يتحدث نيابة عن أي طرف، لكنه سيواصل مشاوراته مع جبهة البوليساريو وكل الأطراف المعنية في إطار تنفيذ القرار الجديد.

وفي خلاصة قراءته، بدا أن المبعوث الأممي يسعى إلى إعادة التذكير بجوهر المهمة الأممية، لا سيادة بلا اعتراف بالحق في تقرير المصير، ولا تقرير مصير من دون حوار حقيقي بين الطرفين.

بهذا التوازن الدقيق بين النصّ والنية، يُبقي دي ميستورا شعلة التسوية مشتعلة في واحد من أطول نزاعات القارة الإفريقية وأكثرها تعقيداً.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا