آخر الأخبار

ملف خاص| الجزائر خضراء.. مليون شجرة ووزراء في الميدان: هل بدأ زمن الدبلوماسية الداخلية؟

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

●ملف خاص ..”الجزائر خضراء.. مليون شجرة ووزراء في الميدان: هل بدأ زمن الدبلوماسية الداخلية؟

الجزائر الآن ـ في زمنٍ تتسارع فيه التحولات وتتعاظم فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تُثبت الجزائر مرة أخرى أنّ قوتها الحقيقية تكمن في تناغم مؤسساتها وتكامل أدوارها.

فحين تلتقي الإرادة السياسية بالرؤية الميدانية، ويجتمع الفعل الحكومي بالروح الوطنية، يتحوّل الإنجاز إلى رسالة دولة أكثر منه مجرد نجاح قطاعي.

ما تحقق يوم 25 أكتوبر 2025 لم يكن مجرد حملة بيئية، بل لحظة وطنية جامعة جسّدت قدرة الدولة الجزائرية على تحويل الفكرة الفردية إلى مشروع جماعي، والنية الحسنة إلى عمل منظم.

إنها الجزائر التي تؤمن بأن التنمية ليست قرارًا إداريًا بل فعلًا تشاركيًا يصنعه المواطن والوزير والوالي والجندي معًا.

بهذا المعنى، تُعيد هذه التجربة تعريف العلاقة بين الدولة والمجتمع، من علاقة عمودية قائمة على التوجيه، إلى علاقة أفقية قائمة على الثقة والعمل المشترك، وهو ما يمثل جوهر الدولة الحديثة التي تبني شرعيتها من قدرتها على الإنجاز والتفاعل الإيجابي مع مواطنيها.

●ملف خاص ..”الجزائر خضراء.. مليون شجرة ووزراء في الميدان: هل بدأ زمن الدبلوماسية الداخلية؟

إذا كان نجاح مبادرة غرس مليون شجرة في يوم واحد يعطي الامتياز لرئيس جمعية “الجزائر الخضراء” فؤاد معلى، فهو من حلم، هو من خطط، هو من أطلق تلك المبادرة وحرّك الشارع الجزائري بأكمله. إلا أنّ هذا النجاح الباهر ما كان ليتحقق لولا وقوف الدولة الجزائرية بكل مكوناتها خلفه.

مليون شجرة في يوم واحد ليست رقماً عادياً، إنها معجزة لوجستية تتطلب تنسيقاً هائلاً عبر 58 ولاية، ودعماً مؤسساتياً غير مسبوق، وإرادة سياسية حقيقية. وهذا بالضبط ما حدث يوم السبت 25 أكتوبر 2025.

مليون شجرة..ما حدث لم يكن مجرد نجاح لمبادرة بيئية، بل كان ميلاد نموذج جديد في طريقة تعامل السلطات مع المبادرات الشبابية والمجتمعية. نموذج يقول بصوت عالٍ: عندما تكون الفكرة جادة والطموح كبيراً، فإن الدولة بكل ثقلها تتحول إلى شريك حقيقي، وليس مجرد راعٍ بروتوكولي.

مصدر الصورة

ما جرى في هذا اليوم يتجاوز فكرة التشجير نحو ترسيخ مفهوم “ الدولة الشريكة للمجتمع”. فالحدث شكّل لحظة التقاء بين الطاقة الشبابية والإرادة السياسية، ما يفتح الباب أمام تحوّل عميق في الثقافة الإدارية الجزائرية نحو نموذج تشاركي. هذه المقاربة، إذا تم تثبيتها، يمكن أن تعيد بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة على أسس العمل والإنجاز المشترك.

وهكذا، فإن قصة “مليون شجرة” ليست مجرد حدث بيئي، بل مرآة تعكس روح الجزائر وهي تعيد رسم ملامح دولتها الحديثة بثقة وشراكة ومسؤولية.”

فكيف تحولت فكرة شاب من باتنة إلى مشروع وطني اهتزت له الجزائر بأكملها؟ هذه قصة تستحق أن تُروى، قصة لا تنقص شيئاً من امتياز فؤاد معلى ودوره المحوري، بل تكشف السر وراء هذا الإبهار.

● وزير الفلاحة ياسين وليد : الشاب الذي أعطى الحيوية لقطاع بأكمله

إذا كان فؤاد معلى هو صاحب الفكرة، فإن وزير الفلاحةياسين وليد كان الشريك الحقيقي الذي حوّل الحلم إلى واقع.

هذا الوزير الشاب، الجديد على القطاع، لم يكتفِ بـ”تبني” المبادرة بشكل شكلي، بل عاشها بكل تفاصيلها.

هذا التحول في سلوك القيادة الوزارية يعكس تحوّلاً في عقل الدولة الجزائرية نفسها، من إدارة تعتمد على الهرمية والتوجيه، إلى قيادة ميدانية تشاركية. اقتصادياً، مثل هذا النموذج يخلق ديناميكية جديدة في القطاعات الإنتاجية، ويحفّز الكفاءات الشابة على التفكير خارج القوالب الإدارية التقليدية.

منذ اللحظة الأولى، تبنى الوزير الفكرة وقدّم كل الوسائل اللازمة لإنجاحها: الشتلات، اللوجستيك، التنسيق مع الولايات، والأهم من ذلك، حضوره الشخصي.

لم يكن وزيراً في مكتبه يُصدر التعليمات، بل كان في الميدان مع فؤاد معلى، يظهر معه في فيديوهات ترويجية، يزور مواقع الغرس، يتحدث مع المتطوعين، ويبث روح الحماس في كل مكان.

هذا الأسلوب الجديد كلياً في تعامل السلطات مع المبادرات المجتمعية. وزير شاب يتخلى عن البروتوكولات الجامدة، ويندمج مع شاب آخر صاحب فكرة، ليصنعا معاً مشروعاً وطنياً. هذا هو معنى أن يكون القائد في الميدان وليس في المكتب.

ياسين وليد لم يمنح فؤاد معلى الوسائل فقط، بل منحه شيئاً أهم، وهو الثقة والمصداقية.

عندما يقف وزير بجانب شاب ويقول للجزائريين “هذه المبادرة جديرة بدعمنا جميعاً”، فإن الرسالة تصل واضحة: “الدولة تؤمن بشبابها وتدعم أفكارهم الجادة.”

مصدر الصورة

الثقة السياسية بالشباب ليست شعاراً بل استثمار طويل المدى. حين تمنح الدولة الفرصة للمبادرات الجادة، بحسب المتابعين ، فإنها تزرع في المقابل روح الانتماء والإبداع، وهو رأس مال غير مادي لكنه أقوى من أي مورد طبيعي.

استراتيجياً،يرى أهل المختصين ، أن هذا النهج ،يخلق بيئة اجتماعية مقاومة للتطرف واليأس، ويحوّل الطاقة الشبابية إلى طاقة بناء.

● وزير البريد سيد علي زروقي : الاندماج الكامل مع المبادرة

إذا كان وزير الفلاحة هو الشريك الأول، فإن وزير البريد سيد علي زروقي كان النموذج الثاني للانخراط الكامل في المشروع. لم يكن مجرد مشارك رمزي، بل اندمج بشكل كبير بكل قطاعه في هذه المبادرة.

من خلال مؤسسات البريد المنتشرة في كل ولايات الوطن، كان القطاع حاضراً بقوة، موظفون، وسائل لوجستية، تنسيق ميداني. وزير البريد فهم أن هذه المبادرة ليست مجرد “يوم بيئي”، بل هي مشروع وطني يتطلب مشاركة كل القطاعات.

هذا النوع من الاندماج بين القطاعات الحكومية يعكس وعياً جديداً بوحدة المصالح الوطنية. فالبيئة هنا تصبح مدخلاً لبناء دولة الخدمات المتكاملة.

في البعد الاقتصادي، يساهم ذلك في ترسيخ ثقافة “الاقتصاد الأخضر” الذي سيصبح في المستقبل أحد أعمدة التنمية المستدامة في الجزائر.

حضوره الشخصي في مواقع الغرس، ودعمه المستمر حتى بعد اليوم الأول، يؤكد أن الالتزام كان حقيقياً وليس بروتوكولياً.

هذا هو الفرق بين المشاركة الشكلية والانخراط الفعلي.

● وزراء الشباب ،التعليم العالي، الاتصال والعمل: إشارة رمزية بوزن ثقيل

مشاركة مصطفى حيداوي وزير الشباب، و كمال بداري وزير التعليم العالي، و ووهير بوعمامة زير الاتصال وعبد الحق سايحي وزير العمل في عملية الغرس كانت إشارة رمزية لكن بوزن سياسي ثقيل، “نعم، كل الدولة الجزائرية وراء هذا المشروع”

هؤلاء الوزراء لم يأتوا لأخذ الصور فقط، بل جاؤوا ليقولوا للشباب الجزائري، نحن معكم، نحن نؤمن بأفكاركم، ونحن مستعدون لدعم كل مبادرة جادة.

الرسائل الرمزية من هذا النوع تُبنى عليها التحولات الاجتماعية الكبرى. فعندما يرى الشباب وزراءهم يشاركون فعلاً في مشاريعهم، تتولد لديهم قناعة بأن التغيير ممكن من الداخل. سياسيًا، هذا يعزز شرعية الدولة الحديثة القائمة على القرب والمشاركة، لا على المسافة والتراتبية.

مصدر الصورة

وزير الشباب، اراد يقول أنّه وراء كل شاب يملك فكرة وأنّه سيدعم كل المبادرات الشبابية، كان حاضراً بقوة. وزير التعليم العالي أرسل رسالة للطلبة، مفادها أنّ العلم يجب أن يترجم إلى فعل على الأرض. وزير الاتصال كان حاضرا قبل وبعد الغرس ، وزير العمل ربط المبادرة بمفهوم العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية.

هذا التنوع في المشاركة الوزارية يعكس رؤية شاملة، وهي أنّ البيئة ليست مسؤولية وزارة واحدة، بل هي قضية وطنية تتطلب تضافر جهود كل القطاعات.

● الجيش والأسلاك الأمنية: العمود الفقري للنجاح

لا يمكن الحديث عن نجاح مبادرة بهذا الحجم دون الإشادة بدور الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية. كانوا حاضرين بقوة، ليس فقط لتأمين العملية، بل للمشاركة الفعلية في الغرس.

مشاركة الجيش والأسلاك الأمنية بهذا الشكل تحمل دلالات سياسية عميقة. فهي تجسد مفهوم “الأمن البيئي” كجزء من الأمن القومي، وتُظهر أن العقيدة الوطنية الجزائرية باتت ترى في حماية البيئة امتدادًا لحماية السيادة.

إنها رسالة وحدة وانتماء تُرسّخ تلاحم الدولة والمجتمع في مواجهة تحديات مشتركة.

جنود وضباط، أفراد الدرك والشرطة، شاركوا جنباً إلى جنب مع المواطنين في زرع الأشجار. هذه الصورة النادرة والجميلة تعكس عمق العلاقة بين المؤسسات الأمنية والشعب، وتؤكد أن الجيش والأمن ليسوا فقط حماة الوطن، بل هم أيضاً بناة مستقبله.

الحضور العسكري والأمني منح المبادرة بُعداً وطنياً إضافياً، وأكد للجزائريين أن هذا المشروع ليس مجرد مبادرة شبابية، بل هو مشروع دولة بكل معنى الكلمة.

الولاة: التنسيق المحلي الذي صنع الفرق
نجاح مبادرة بهذا الحجم على مستوى 58 ولاية لم يكن ليتحقق لولا الدور الحاسم للولاة في كل أنحاء الوطن.

كل والٍ تحمل مسؤوليته المحلية، ونسّق مع المصالح المختلفة، ووفّر الوسائل اللازمة.

مصدر الصورة

في هذا المستوى، يظهر مفهوم “الحوكمة المحلية” في أبهى صوره. فالنجاح لم يكن مركزياً فقط، بل لامس عمق الإدارة المحلية.

من منظور استراتيجي، هذا يعزز فكرة اللامركزية الفاعلة ويقوّي الدولة من أطرافها، وهو ما تحتاجه الجزائر لمواجهة تحديات التنمية المتوازنة.

من إيصال الشتلات إلى تنظيم المواقع، من تعبئة الإطارات المحلية إلى التنسيق مع الجمعيات، كان الولاة هم حلقة الوصل بين الإرادة المركزية والفعل الميداني.

بفضلهم، لم تكن المبادرة مجرد حدث في العاصمة أو بعض الولايات، بل كانت حدثاً وطنياً شاملاً وصل إلى أبعد القرى والأرياف.

● المجتمع المدني: الشريك الأساسي

لا يمكن إغفال دور جمعيات المجتمع المدني التي كانت حاضرة بقوة في كل مراحل المبادرة. هذه الجمعيات، التي تعمل في صمت طوال العام من أجل قضايا بيئية واجتماعية، وجدت في هذه المبادرة فرصة للتعبير عن حضورها وفعاليتها.

المجتمع المدني هو البنية التحتية الخفية لأي نهضة وطنية. نجاح هذه المبادرة يثبت أن الجزائر تمتلك نسيجاً اجتماعياً قادراً على التحرك الذاتي.

ومن زاوية اقتصادية، هذه القوة التطوعية تختصر ملايين الدولارات من تكاليف الدولة، وتحوّل “الوعي البيئي” إلى قيمة إنتاجية جديدة.

من التنسيق المحلي إلى التعبئة الشعبية، من توفير المتطوعين إلى المتابعة الميدانية، كانت الجمعيات العمود الفقري الشعبي للمشروع. وقد أثبتت مرة أخرى أن المجتمع المدني الفاعل هو شريك أساسي في أي مشروع تنموي.

● مولودية الجزائر: عندما يتحول نادي كرة إلى قوة اجتماعية

في مشهد استثنائي ومؤثر، كان نادي مولودية الجزائر وأنصاره حاضرين بقوة في المبادرة. هذا النادي العريق، الذي يُعتبر رمزاً رياضياً واجتماعياً في الجزائر، أثبت أن دوره لا يقتصر على الملاعب الخضراء، بل يمتد إلى المسؤولية الاجتماعية والبيئية.

دخول النوادي الرياضية في الفعل الاجتماعي يمثل اتجاهاً عالمياً جديداً، حيث تتحول الرياضة من ترفيه إلى أداة تعبئة وطنية.

في الحالة الجزائرية، يعيد هذا التفاعل بين الرياضة والمواطنة تعريف مفهوم “الانتماء”، ويؤسس لثقافة جماهيرية أكثر وعياً وانخراطاً في الشأن العام.

أنصار المولودية، المعروفون بحماسهم وتنظيمهم، حوّلوا هذا الحماس إلى فعل بيئي. خرجوا بأعداد كبيرة، يحملون ألوان ناديهم، ليزرعوا الأشجار في مختلف المواقع. هذه الصورة الرائعة تعكس قدرة الرياضة على توحيد الجهود حول قضايا وطنية.

مبادرة المولودية تؤكد أن الأندية الرياضية يمكن أن تكون قوة اجتماعية حقيقية، وأن الجماهير الرياضية قادرة على أن تكون فاعلاً إيجابياً في المجتمع، وليس مجرد متفرجين في المدرجات.

● نجاح غير مسبوق وعدد الأشجار المزروعة وصل إلى 1.39 مليونا
رغم أن الرهان كان على غرس مليون شجرة، إلا أن النتائج جاءت أكبر من الطموحات، بعدما تمكن الجزائريون من غرس 1.39 مليون شجرة في يوم واحد، وفق ما أكده اليوم الأحد المدير العام للغابات، جمال طواهرية.

من منظور اقتصادي وبيئي، هذا الرقم يحمل دلالات استراتيجية بعيدة المدى. فكل شجرة مزروعة اليوم هي أصل منتج للغد، تساهم في توازن المناخ وتحسين جودة الحياة وتقليل كلفة الكوارث الطبيعية.

كما أن نجاح الشعب في تجاوز الهدف المحدد يبرهن على وعي جمعي متجدد وإيمان بالمستقبل.

وأوضح طواهرية، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أن هذه الحملة شهدت مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، ما ساهم في تجاوز الهدف المسطر وتحقيق رقم قياسي جديد في عمليات التشجير.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن الأشجار المغروسة تنوعت بين الأشجار المثمرة مثل الزيتون والفستق والخروب، وأن عملية الغرس تمت وفق الخصائص الجغرافية لكل منطقة، بهدف تحقيق تنوع بيئي يراعي طبيعة المناخ والتربة.

وأكد طواهرية أن الإقبال الشعبي الكبير في العديد من النقاط عبر الوطن كان عاملاً حاسمًا في نجاح الحملة، حيث تم توسيع المساحات المخصصة للغرس لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المشاركين، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة أظهرت التزامًا ووعيًا بيئيًا متناميًا لدى الجزائريين.

● نموذج جديد في التعامل مع المبادرات المجتمعية

ما حدث في 25 أكتوبر 2025 يمثل نقلة نوعية في علاقة السلطات بالمبادرات الشبابية والمجتمعية. لسنوات، كان الشباب يشتكي من بيروقراطية الإدارة، ومن صعوبة الحصول على دعم رسمي لمشاريعهم.

إذا تم تثبيت هذا النموذج كممارسة دائمة، فقد يتحول إلى قاعدة لبناء “دبلوماسية داخلية جديدة” عنوانها الثقة والفاعلية.

ومن زاوية استراتيجية، يعزز هذا النموذج الاستقرار السياسي لأنه يخلق شعوراً واسعاً بالانتماء والمشاركة، وهو ما تحتاجه الجزائر في مرحلة التحولات الإقليمية الكبرى.

لكن وزير الفلاحة، وكل من وقف خلف هذه المبادرة، أرسلوا رسالة واضحة، تقول أنّه عندما تكون الفكرة جادة، والنية صادقة، فإن الدولة موجودة لدعمها بكل قوة.
هذا النموذج الجديد يقوم على:
ـ الثقة: الثقة في الشباب وفي قدرتهم على صنع التغيير
ـ المرونة: التخلي عن البروتوكولات الجامدة والاندماج الفعلي في المشروع
ـ الشراكة: العمل جنباً إلى جنب مع صاحب الفكرة، وليس فقط “رعايته” من بعيد
ـ الشمولية: إشراك كل القطاعات والمؤسسات في المشروع


عندما يلتقي الحلم بالإرادة عنوان قصة نجاح تستحق أن تروى
مبادرة مليون شجرة لم تنجح لأن فؤاد معلى اجتهد، بل نجحت لأن الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها آمنت بالفكرة ودعمتها بلا تحفظ.

ما تحقق ليس مجرد حملة بيئية، بل تجربة في “الحكم الجماعي”. إنه تمرين وطني على التنسيق، الانضباط، والثقة المتبادلة.

بهذا المعنى، يمكن اعتبار يوم 25 أكتوبر 2025 لحظة تأسيسية لمرحلة جديدة من العمل الوطني الجماعي، حيث تتحول المبادرات الشعبية إلى أدوات لصياغة المستقبل الوطني.

وزير الفلاحة الذي أعطى الحيوية والروح الشبابية لقطاعه، وزير البريد الذي اندمج بكل قطاعه، وزراء الشباب والتعليم العالي والاتصال والعمل الذين أرسلوا إشارة رمزية قوية، الجيش والأسلاك الأمنية الذين كانوا العمود الفقري، الولاة الذين نسّقوا محلياً، الجمعيات التي عملت بصمت، ونادي مولودية الجزائر الذي حوّل الحماس الرياضي إلى فعل بيئي.

كل هؤلاء صنعوا معاً قصة نجاح تستحق أن تُروى، وتستحق أن تكون نموذجاً لكل المبادرات المستقبلية.

في النهاية يجب التأكيد على أهم رسالة فيما حدث وهي أنّه في الجزائر، عندما يلتقي حلم الشباب بإرادة الدولة، المستحيل يصبح ممكناً.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا