الجزائرالٱن _ في خطوة جديدة تؤكد متانة العلاقات الجزائرية–الإسبانية، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السعيد سعيود، خلال لقائه بنظيره الإسباني، حرص الجزائر على توسيع مجالات التعاون الثنائي وتعميق الشراكة القائمة بين البلدين في مختلف القطاعات الحيوية.
تعاون أمني متصاعد
شهدت العلاقات الأمنية بين الجزائر وإسبانيا قفزة نوعية خلال العامين الأخيرين، تُوّجت بتنظيم الاجتماع المشترك للتعاون الأمني في أكتوبر 2025، الذي أفرز قرارات عملية تشمل تبادل الخبرات في كشف الوثائق المزورة، وإنشاء مراكز استخبارات متخصصة، وتبادل البيانات البيومترية والجينية، إلى جانب تسريع معالجة طلبات الإنابة القضائية لاسترجاع الأموال غير المشروعة.
كما تم اعتماد برنامج تكوين مشترك 2025–2026 لتطوير قدرات الوحدات الخاصة ومكافحة الهجرة غير النظامية، في إطار التعاون المستمر بين أجهزة الشرطة في البلدين.
الحماية المدنية.. خبرات متبادلة وخطة عمل جديدة
يرتكز التعاون في مجال الحماية المدنية على الاتفاق الموقع عام 2013، والذي جرى تحديثه خلال زيارة الوزير سعيود إلى مدريد في فبراير 2025.
واتفق الطرفان على تعزيز التكوين الميداني ومكافحة حرائق الغابات، إلى جانب تنظيم اجتماع خبراء ثنائي لوضع خطة عمل مشتركة تحدد أولويات التعاون في مواجهة الكوارث الطبيعية.
مكافحة الهجرة غير النظامية.. تنسيق أمني وإنساني
تواجه الجزائر وإسبانيا تحديات مشتركة ناجمة عن تزايد تدفقات المهاجرين غير النظاميين عبر المتوسط.
وفي هذا الإطار، تعتمد الجزائر مقاربة شاملة تمزج بين البعد الأمني والإنساني، حيث تم خلال عامي 2024 و2025 إحباط أكثر من 100 ألف محاولة عبور غير شرعية، وإعادة أكثر من 82 ألف مهاجر إلى بلدانهم في ظروف إنسانية تحفظ كرامتهم.
كما تم تفكيك شبكات إجرامية عابرة للحدود، وتعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للهجرة لتسهيل العودة الطوعية، في حين يظل التنسيق الثنائي مع مدريد ركيزة أساسية لمكافحة الجريمة المنظمة المرتبطة بالهجرة.
السلامة المرورية.. تبادل خبرات وتجارب رائدة
وفي مجال السلامة المرورية، تتبادل الجزائر وإسبانيا الخبرات والتجارب الناجحة لتقليل حوادث الطرق، عبر تطوير أنظمة رخص السياقة بالنقاط، وتحليل بيانات الحوادث، وتنفيذ برامج توعية ميدانية.
وقد توّج هذا التعاون بزيارة وفد جزائري إلى إسبانيا في سبتمبر 2025 لمواصلة المباحثات التقنية وتوسيع مجالات التعاون في هذا القطاع الحيوي.
نحو شراكة شاملة ومستدامة
وفي ختام اللقاء، جدد الوزيران التزام البلدين بتعزيز الشراكة الثنائية على أساس المنفعة والاحترام المتبادلين، والانفتاح على مبادرات جديدة تعزز التعاون في مجالات الأمن، الحماية المدنية، والهجرة والتنقل، بما يخدم مصالح الشعبين الجزائري والإسباني.