وزير الداخلية الإسباني:'الجزائر شريك لا غنى عنه لإسبانيا"

الجزائرالٱن _ أكد وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، أن الجزائر تُعد شريكًا استراتيجيًا ومحوريًا لإسبانيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مثمنًا الجهود المشتركة في محاربة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتعزيز الأمن الإقليمي.

وفي كلمته خلال اللقاء الثنائي الذي جمعه بنظيره الجزائري السعيد سعيود، أوضح الوزير الإسباني أن “البلدين يواجهان تحديات أمنية مشتركة، من الإرهاب إلى شبكات الاتجار بالبشر، ما يفرض تنسيقًا وثيقًا لتحقيق نتائج فعّالة ومستدامة”.

وأشاد مارلاسكا بـ دور الجزائر في مكافحة الهجرة غير النظامية واحترام حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين يُعد “نموذجًا يحتذى به في منطقة المتوسط”.

من جانبه، أكد الوزير السعيد سعيود أن هذا اللقاء يندرج ضمن الاستراتيجية الجزائرية لتقوية التعاون الأمني الدولي، لاسيما في مجالات مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وتهريب المخدرات، وحماية الحدود.

وأضاف سعيود أن “الاجتماع الثنائي يشكل فرصة لتبادل الرؤى حول التحديات الأمنية الراهنة، في ظل تصاعد التهديدات العابرة للحدود، مما يتطلب توحيد الجهود وإرساء آليات تعاون فعّالة”.

وأشار الوزير سعيود إلى النتائج الإيجابية لاجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الأمني، الذي عُقد مؤخرًا في مدريد، والذي تمخض عنه اتفاق على تسريع دراسة طلبات الإنابة القضائية الجزائرية المتعلقة باسترجاع الأموال المنهوبة.

وشهد اللقاء حضور وفود رفيعة من الجانبين، من بينهم المدير العام للأمن الوطني، والمدير العام للحماية المدنية، ومسؤولو الهجرة والحدود الإسبان، حيث تناولت الجلسات ملفات الأمن، والهجرة، وحماية البيانات، وأمن الطرقات، والتعاون في مجال الكوارث والطوارئ.

وتعد زيارة الوزير الإسباني إلى الجزائر الأولى من نوعها منذ عام 2022، وتأتي في سياق رغبة مدريد في إعادة الدفء للعلاقات الثنائية بعد فترة من الفتور، خاصة في ظل إدراك متزايد لدى الأوساط السياسية الإسبانية لأهمية الجزائر كفاعل رئيسي في استقرار وأمن المتوسط.

وفي ختام اللقاء، جدد الوزيران التأكيد على عمق الشراكة الجزائرية الإسبانية، وحرص البلدين على مواصلة الحوار والتنسيق الميداني، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز أمن واستقرار المنطقة.