إصلاحات تنظيمية وقفزة تاريخية في أداء البورصة الجزائرية
الجزائرالٱن _ كشفت لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها (COSOB) في تقريرها السنوي لسنة 2024 عن مرحلة غير مسبوقة من التطور في السوق المالي الجزائري، ووصفتها بسنة “التحول العميق” نتيجة الإصلاحات التنظيمية الكبرى والديناميكية المتسارعة في الابتكار التكنولوجي، إلى جانب تحسن واضح في مؤشرات الأداء العام لبورصة الجزائر.
أنظمة جديدة تعزز الشفافية وتمويل الابتكار
وسلط التقرير الضوء على نصين تنظيميين أساسيين أُقرا خلال السنة الماضية، ساهما في تعزيز الشفافية والمتانة القانونية للسوق، وهما:
ـ النظام رقم 24-01 الصادر في 17 جويلية 2024 والمتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والذي يدعم التزام الجزائر بالمعايير الدولية للامتثال المالي.
ـ النظام رقم 24-02 المؤرخ في 23 أكتوبر 2024 الخاص بـ هيئات التوظيف الجماعي في رأس المال المخاطر (OPCR)، الذي فتح الباب أمام آليات تمويل جديدة موجهة خصوصًا للشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المبتكرة.
نمو استثنائي في القيمة السوقية والمعاملات
وأشار التقرير إلى أن القيمة السوقية الإجمالية لبورصة الجزائر ارتفعت إلى 521 مليار دينار جزائري سنة 2024، بعد أن كانت 71 مليار دينار فقط في 2023، مدفوعةً بعملية إدراج بنك القرض الشعبي الجزائري كأول بنك وطني يدخل السوق المالية، مما مكّن من تعبئة 112 مليار دينار لفائدة أكثر من 42 ألف مستثمر.
كما سجلت البورصة قفزة بـ440 بالمائة في القيمة الإجمالية للمعاملات، التي بلغت 2.76 مليار دينار، فيما ارتفع حجم التداول بنسبة 35 بالمائة ليقارب 1.3 مليون سهم متداول، وهو ما يعكس زيادة لافتة في ثقة المستثمرين ونشاط السوق.
التحول الرقمي يدخل مرحلة التنفيذ
وخلال السنة نفسها، أطلقت اللجنة مبادرات نوعية في إطار التحول الرقمي، أبرزها استحداث الشباك الوحيد للسوق المالي الذي يسهل الإجراءات الإدارية للمستثمرين، إلى جانب إطلاق بوابة إلكترونية شاملة توفر خدمات رقمية ومعلومات محدثة عن السوق.
خطط 2025: توسيع قاعدة المصدّرين وتحفيز الإدراج
أما بالنسبة للسنة الجارية، فقد أكدت اللجنة نيتها تفعيل النظام الخاص بهيئات التوظيف الجماعي في رأس المال المخاطر (OPCR) بشكل عملي، مع تعزيز دور الشباك الوحيد ليصبح نقطة الدخول الرئيسية للمؤسسات الراغبة في الإدراج. كما تعمل اللجنة على إعداد خطة تحفيزية لتشجيع الشركات على دخول البورصة، بما يهدف إلى توسيع قاعدة المصدّرين وتنويع أدوات التمويل الوطني.
بهذه الديناميكية المتسارعة، ترسم بورصة الجزائر ملامح مرحلة جديدة من النضج المالي والانفتاح الاقتصادي، وتثبت قدرتها على التحول إلى قاطرة تمويل حقيقية لدعم النمو والاستثمار في الجزائر.