كشفت صحيفة “إل باييس” الإسبانية، في تقرير حمل عنوان “الجزائر: رحلة بين المعالم والصحراء وسرفانتس”، عن وجه مشرق وجذاب للجزائر باعتبارها وجهة سياحية فريدة وغنية بالتنوع الطبيعي والثقافي، لكنها ما تزال مجهولة لدى الكثير من السياح الأوروبيين.
ووصفت الصحيفة الجزائر بأنها “جوهرة غير مكتشفة في حوض المتوسط”، تجمع بين التاريخ العريق والمناظر الخلابة، مشيرة إلى أن العاصمة الجزائر تمثل لوحة فنية مرسومة بين زرقة البحر وبياض المباني الساحرة.
وبدأ التقرير من قلب العاصمة، حيث استعرضت الصحيفة سحر القصبة، هذا الحي العتيق المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
واعتبرته مرآة تعكس عمق التاريخ العثماني وأصالة العمارة القديمة، إذ تشكل أزقتها المتشابكة وسلالمها الضيقة متحفا مفتوحا يحكي قصص قرون مضت.
ثم تحدثت الصحيفة عن البعد الأدبي والتاريخي للمدينة، من خلال التوقف عند أثر الكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس، صاحب رواية “دون كيشوت”، الذي عاش فترة أسره في الجزائر.
وأشارت إلى “غار سرفانتس” في حي بلكور (بلوزداد حاليًا)، كموقع رمزي يروي تلك الحقبة التاريخية، مستعينة بآراء الكاتبة والباحثة إيما ليرا التي كرست مؤلفاتها لاستكشاف تلك المرحلة من حياة سرفانتس في الجزائر.
وانتقلت الصحيفة لتسلط الضوء على المعالم الأثرية الرومانية المنتشرة عبر التراب الجزائري، معتبرة أن مواقع مثل تيبازة وضريح “الرجل والمرأة المسيحيين” (ضريح الرومية)، وتيمقاد وجميلة، تمثل صفحات نادرة من التاريخ الإنساني تضاهي في عظمتها أشهر المواقع الأثرية حول البحر الأبيض المتوسط.
كما توقفت عند سحر الصحراء الجزائرية، التي اعتبرتها ذروة الرحلة السياحية الممتدة على 12 يومًا، حيث يبدأ المغامرون من العاصمة وصولًا إلى غرداية، بوابة وادي ميزاب. هناك، تتجلى روح الصحراء الجزائرية في قصورها التقليدية وأسواقها الشعبية التي تحتفي بالبُعد الروحي والثقافي للمكان.
واختتمت إل باييس تقريرها بالتأكيد على أن الجزائر ليست مجرد محطة لقضاء العطلات، بل هي مغامرة حقيقية لكل من يبحث عن الأصالة والمعنى.
فبين البحر والصحراء، وبين آثار الرومان وذكريات سرفانتس، تمتد الجزائر كلوحة نابضة بالحياة تستحق أن تُكتشف من جديد.