قفزة نوعية في منظومة نقل وتخزين الحبوب بالجزائر

تشهد منظومة نقل وتخزين الحبوب بالجزائر، قفزة نوعية، عبر تحويل جزء معتبر من عمليات النقل من الشاحنات إلى القطارات، ما سيساهم في تخفيف الضغط على شبكة الطرق وتقليص تكاليف النقل، مع ضمان انسيابية أكبر في عمليات التموين.

وتواصل الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية (أنسريف)، حسب بيان لها، في إطار الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى عصرنة شبكة النقل وتدعيم البنية التحتية اللوجيستيكية بما يتماشى مع متطلبات الأمن الغذائي، تنفيذ البرنامج الوطني الخاص بربط الصوامع الخرسانية التابعة للديوان الجزائري المهني للحبوب بشبكة السكك الحديدية.

وأوضحت الوكالة، أن هذا البرنامج يُعد أحد المشاريع الهادفة إلى تطوير البنية التحتية اللوجيستيكية من خلال تحسين قدرات تخزين ونقل الحبوب عبر مختلف مناطق الوطن، والانتقال نحو نمط نقل أكثر فعالية واستدامة.

وربطت الوكالة، 7 صوامع خرسانية تابعة للديوان الوطني المهني للحبوب بالخط السككي على مسافة 6,18 كلم ، حيث سجل هذا المشروع سابقا انتهاء أشغال ربط 3 صوامع خرسانية بكل من بوشڤوف في ولاية قالمة، الخروب بولاية قسنطينة، بازول في ولاية جيجل.

وتشهد أشغال ربط الصومعة الخرسانية بواد تليلات في ولاية وهران، رتوشات أخيرة تحسبا لدخولها حيز الخدمة على مستوى الشبكة اللوجيستيكية الوطنية، فيما تعرف أشغال ربط صومعة عين تالوت بولاية تلمسان تقدماً كبيرا في الأشغال، واستكمالا لهذا المشروع إجراءات ربط صومعتين خراسانيتين في حمر العين بولاية تيبازة والتلاغمة في ولاية ميلة جارية، على أن تنطلق بهما أشغال الربط السككي قريبا جدا.

كما تواصل الوكالة، إعداد الدراسات اللازمة لمشروع آخر يتضمن ربط 16 صومعة خرسانية أخرى بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية على 8 حصص، موزعة على ولايات عين الدفلى، سوق أهراس، المسيلة، غليزان، ميلة، بشار، جيجل، عنابة، سطيف، معسكر، الوادي، خنشلة، أم البواقي، بسكرة، تيزي وزو والبليدة، بما يضمن تغطية أوسع لمراكز التخزين الكبرى ويعزز التكامل بين مختلف الأقطاب الفلاحية ومراكز التخزين والتوزيع.

ويمثل هذا البرنامج أكثر من مجرد عملية بسيطة للربط السككي، بل يُعد استثمارًا استراتيجيًا يهدف إلى إحداث قفزة نوعية في منظومة نقل وتخزين الحبوب بالجزائر، فمن خلال تحويل جزء معتبر من عمليات النقل من الشاحنات الثقيلة إلى القطارات، سيساهم المشروع في تخفيف الضغط على شبكة الطرق الوطنية وتقليص تكاليف النقل، إلى جانب ضمان انسيابية أكبر في عمليات التموين وتوزيع الحبوب على الصعيد الوطني.