شلل مرتقب بمطارات فرنسا الكبرى بسبب إضراب المراقبين!

تستعد فرنسا لموجة اضطرابات جوية خانقة في سبتمبر المقبل بعد إعلان أكبر نقابة للمراقبين الجويين في البلاد الدخول في إضراب شامل لمدة 24 ساعة ابتداء من صباح 18 سبتمبر المقبل وحتى نهاية يوم 19 سبتمبر، حسب ما نقله موقع Euronews .

يأتي هذا التحرك بعد ما وصفته النقابة بقطيعة كاملة في الحوار مع الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي، حيث اتهمت السلطات بأسلوب تسيير عقيم قائم على انعدام الثقة وفرض أساليب عقابية. ويمثل هذا الاتحاد وحده حوالي 60 في المائة من المراقبين، ما يجعله القوة الأكبر والأكثر تأثيرًا في القطاع.

وتكشف المعطيات أن الإضراب سيصيب مطارات فرنسا الكبرى بالشلل، بما فيها باريس شارل ديغول، وقد يمتد تأثيره إلى كل أوروبا، نظرًا لأن نسبة ضخمة من الرحلات الجوية تمر عبر الأجواء الفرنسية. أما النقابات الأخرى مثل UNSA-ICNA وUSAC-CGT فلم تعلن بعد مشاركتها، لكن مجرد دخول نقابة SNCTA وحده يكفي لخلق أزمة خانقة.

وتشير توقعات الطيران الأوروبي إلى أن ما جرى في إضراب جويلية الماضي، الذي لم تشارك فيه هذه النقابة، كان كارثيًا حيث مس أكثر من مليون مسافر وتسبب في إلغاء آلاف الرحلات، بينما تكبدت شركات مثل “رين آر” خسائر فاقت 100 مليون يورو. وإذا كان ذلك قد حدث من قبل نقابات صغيرة، فإن دخول النقابة الأكبر هذه المرة ينذر بفوضى مضاعفة.

وتطالب النقابة ذاتها بزيادة الأجور وإصلاحات جذرية في أساليب الإدارة، مؤكدة أن خيار الإضراب جاء بعد استنفاد كل قنوات الحوار. وتصر على أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الفرنسية التي ترفض التغيير وتواصل سياسات عنيدة تضر بالمسافرين وبشركات الطيران.

ويخشى خبراء النقل أن تجد فرنسا نفسها معزولة جويًا خلال يومي الإضراب، في وقت تمر فيه البلاد بأزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. ويؤكد محللون أن عجز باريس عن إيجاد حلول دائمة لإضرابات المراقبين يكشف خللًا هيكليًا في نموذجها الإداري، حيث يتم تحميل الركاب عبء صراعات داخلية متكررة.

وينصح المسؤولون الأوروبيون الركاب بالبقاء على اتصال دائم مع شركات الطيران، والاستعداد لتأجيل الرحلات أو فقدانها، خصوصًا في ظل توقعات بإلغاء آلاف الرحلات وتأخير آلاف أخرى.

@ آلاء عمري