نحو فيزا شنغن رقمية بالكامل بحلول 2028

يستعد الاتحاد الأوروبي لإحداث تحول تاريخي في نظام إصدار تأشيرة شنغن، عبر إطلاق نظام رقمي كامل يلغي الشكل التقليدي للفيزا الورقية ويستبدلها برمز شريطي (باركود) ثنائي الأبعاد آمن ومشفر، ما يجعل العملية بأكملها إلكترونية ودون معاملات ورقية.

يأتي هذا القرار بعد خطوة سابقة تمثلت في إلغاء ختم الدخول والخروج على جوازات السفر، والمقرر تطبيقها ابتداء من 12 أكتوبر 2025، حيث سيتم استبدال الأختام اليدوية بنظام دخول وخروج آلي مركزي يهدف لتعزيز الأمن وضبط حركة المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي.

جدير بالذكر أن تجربة هذا النظام الجديد بدأت فعليا خلال أولمبياد باريس 2024، حيث أصدرت فرنسا أكثر من 70 ألف تأشيرة رقمية على شكل باركود، ما مكن المسافرين من عبور الحدود بسرعة من خلال المسح الإلكتروني للرمز.

وترتبط هذه التقنية مباشرة بقاعدة بيانات مركزية تتيح لموظفي الهجرة الاطلاع الفوري على جميع المعلومات المرتبطة بالمسافر، بما في ذلك بياناته الشخصية وشروط التأشيرة.

وبحسب الخطة الأوروبية، سيتم تعميم الفيزا الرقمية على جميع دول شنغن بحلول عام 2028، ما سيمكن طالبي التأشيرات من إتمام جميع الإجراءات، ومنها رفع الوثائق، متابعة الطلب، ودفع الرسوم عبر الإنترنت، دون الحاجة للتنقل إلى القنصليات إلا في حالة أخذ البيانات البيومترية لأول مرة. في الرحلات اللاحقة، ستكون هذه المرحلة أسرع وأسهل، مع وعود بتقليص مدة معالجة الملفات.

إلى جانب ذلك، سيطبق الاتحاد الأوروبي نظام الدخول/الخروج الجديد الذي تم التحضير له منذ عقد، بهدف مكافحة الهجرة غير النظامية وتسهيل التعرف على المسافرين المتجاوزين لمدة الإقامة المسموح بها، غير أن بعض شركات الطيران أبدت تخوفها من احتمال إطالة مدة المعالجة عند نقاط الحدود في حال عدم جاهزية البنية التحتية التقنية في بعض الدول.

ومن المتوقع أن يحدث هذا المشروع ثورة في تجربة السفر نحو أوروبا، إذ سيجمع بين الأمان العالي، تقليص البيروقراطية، والسرعة في الإجراءات، لكنه في المقابل يطرح تساؤلات حول حماية البيانات الشخصية وخطر تعرضها للاختراق.

في المحصلة، يؤكد خبراء الهجرة أن التحول نحو التأشيرة الرقمية هو خطوة طبيعية في عصر الرقمنة ، لكنه يتطلب استثمارا قويا في البنية التحتية التكنولوجية والتدريب، لضمان أن الانتقال سيكون سلسا وآمنا لجميع الأطراف.

@ آلاء عمري