آخر الأخبار

نشر فيديو نادر لاغتيال السادات.. هل هي صدفة؟ أم رسالة سياسية مغلفة؟

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في خطوة أثارت كثيراً من التساؤلات حول خلفياتها وتوقيتها، نشرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية مقطع فيديو نادراً وبدقة عالية، يوثق بالصوت والصورة لحظة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات يوم 6 أكتوبر 1981، في حادثة هزت العالم حينها وأعادت تشكيل معادلات السياسة في المنطقة.

الفيديو، الذي يعرض لأول مرة بجودة ووضوح غير مسبوقين، يُظهر بوضوح لحظات تنفيذ العملية التي قادها الملازم أول خالد الإسلامبولي، عضو الجماعة الإسلامية آنذاك، خلال العرض العسكري في مدينة نصر. وبدا فيه الإسلامبولي وهو يصرخ ويتحرك بسرعة نحو المنصة التي ضمت السادات ونائبه آنذاك حسني مبارك ووزير الدفاع عبد الحليم أبو غزالة، قبل أن يطلق الرصاص وسط حالة من الفوضى والذهول.

الظهور المفاجئ لهذا الفيديو النادر، وبعد أكثر من أربعة عقود، لم يمر مرور الكرام. فقد رأى محللون أن نشره في هذا التوقيت الحساس ليس بريئاً، بل قد يحمل بين طياته رسائل مشفّرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار، وربما الضغط على أنظمة سياسية في المنطقة، في مقدمتها الأردن، حيث تشتد الدعوات لحظر جماعة الإخوان المسلمين بواجهتها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي.

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني المصري محمد مخلوف إن الفيديو قد يكون بمثابة “تكليف إيحائي” يُراد به التذكير بنهاية السادات كحل وحيد لإحداث اضطراب داخلي في مصر أو في دول أخرى تسير في طريق مواجهة التنظيمات المتطرفة. واعتبر مخلوف أن بث الفيديو يمثل تهديدًا مبطنًا يهدف إلى إثارة الذعر وبث رسائل خفية.

تحذيرات أمنية ورسالة معكوسة

من جهته، أكد اللواء عادل عزب، الرئيس الأسبق لإدارة مكافحة الإرهاب في جهاز الأمن الوطني المصري، أن الفيديو لا يمكن أن يكون مجرد إعادة نشر عرضية، بل هو على الأرجح جزء من إنتاج إلكتروني محسوب، تقف خلفه الجماعة أو من يدور في فلكها. واعتبر عزب أن الرسالة الموجهة للقيادة الأردنية واضحة: “إياكم والسير على خطى السادات”.

غير أن المسؤول الأمني السابق قلب الرسالة على صانعيها، قائلاً: “حين تصرخ الجماعة، فذلك دليل على أنها تلقت ضربة موجعة”. ودعا إلى عدم التراجع عن قرار حظر الحزب السياسي للجماعة، بل إلى استكمال المسار مع تعزيز أدوات الردع القانوني والأمني، كما فعل السادات الذي لم يتراجع حتى اللحظة الأخيرة، رغم علمه بخطورة المسار الذي اختاره.

إعادة بث مشاهد اغتيال السادات ليست مجرد مادة أرشيفية، بل هي استحضار محمّل بالرمزية في توقيت تشهد فيه المنطقة تجاذبات كبرى حول مستقبل الحركات الإسلامية، والتوازنات الداخلية في أكثر من بلد عربي. وفي وقت يتزايد فيه وعي الشعوب والحكومات بمخاطر هذه الجماعات، يصبح تكرار الرسائل المسمومة دليلاً على عمق مأزقها، أكثر من كونه علامة قوة

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا