لطالما كان الدماغ البشري مصدرًا للدهشة والغموض. ومع هذا الغموض، انتشرت العديد من المفاهيم الخاطئة، التي رغم التقدم العلمي، لا تزال مترسخة في الأذهان. بمناسبة “أسبوع الدماغ” الذي أُقيم في مارس الماضي، سلط العلماء الضوء على ثلاث خرافات شائعة مرتبطة بعمل الدماغ البشري، حسب ما نقل موقع futura .
وهي من أكثر الأساطير شيوعًا تلك التي تزعم أن الإنسان لا يستخدم سوى 10 في المائة من قدرات دماغه. وقد غذت هذه الفكرة أفلام هوليوودية ومحاضرات شهيرة، ما منحها بريقًا زائفًا يوحي بوجود طاقات عقلية خارقة غير مستغلة.
إلا أن الحقيقة العلمية تناقض ذلك تمامًا. فالدراسات في علم الأعصاب، وتقنيات التصوير الحديثة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، تظهر بوضوح أن معظم أجزاء الدماغ تعمل بشكل مستمر خلال مختلف أنشطتنا اليومية، سواء عند التفكير، المشي، التحدث أو حتى النوم.
لكن لا تعمل كل مناطق الدماغ في الوقت ذاته، بل تتنشط بحسب طبيعة المهام المطلوبة، في عملية تنظيم ذكية تضمن الكفاءة وتُقلل من استهلاك الطاقة.
يعتقد البعض أن القدرات العقلية تبدأ في التراجع مع دخول العشرينيات من العمر، إلا أن هذا الاعتقاد لا يتوافق مع ما تقوله الدراسات الحديثة.
ففي دراسة شملت أكثر من مليون شخص، وجد العلماء أن المعالجة الذهنية تبقى مستقرة إلى غاية سن الستين، مع اختلافات فردية كبيرة.
والأكثر إثارة هو أن الدماغ يحافظ على قدرته على التعلم والتكيف حتى مع التقدم في السن، بفضل خاصية “اللدونة العصبية” أو Neuroplasticity، وهي قدرة الدماغ على إعادة تشكيل نفسه عند اكتساب مهارات أو خبرات جديدة.
طالما أُشيع أن الرجال يتميزون في الرياضيات والمنطق، بينما النساء يتفوقن في التواصل واللغة.
لكن علم الأعصاب الحديث يثبت أن القدرات العقلية الأساسية كالحفظ، المنطق، وحل المشكلات، لا تختلف بين الجنسين.
أما الفروقات القليلة التي تلاحظ في بعض الدراسات فهي غالبًا ناتجة عن تأثيرات اجتماعية وثقافية، لا عن اختلافات بيولوجية.
ورغم أن وزن دماغ الذكور أعلى قليلًا من الإناث (حوالي 1,350 غرامًا مقابل 1,200 غرام)، فإن هذا الفارق لا يعكس القدرة الذهنية، بدليل أن دماغ أينشتاين نفسه كان وزنه أقل من المعدل العام، يشرح الموقع ذاته.