آخر الأخبار

آلة الاعلام.. بوصلة الربان إلى بر الآمان ..من جمع البيانات إلى تحليلها و وصولا إلى (Big Data) (3)

شارك الخبر
بواسطة رفيق شلغوم
مصدر الصورة
الكاتب: رفيق شلغوم

مصدر الصورة

الجزائر الآن _في حفل استلام السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ، لوحظ حضور فئة خاصة من المدعوين احتلوا مراكز الصدارة في الصفوف الأولى..على شاكلة “ إيلون ماسك” ومالك إمبراطورية فايس بوك و انستغرام و الواتساب “ مارك زوكربيرغ” ، و المدير التنفيذي ” لقوقل ” “ سوندار بيتشاي” و” جيف بزوس” مالك مؤسس شركة أمازون وغيرهم….إنهم اباطرة العالم الرقمي.

إن الدور المحوري والاستراتيجي الذي أصبح يقوم به أرباب الشركات والمنصات الرقمية باختلاف تسمياتها ووجوهها، وامتلاكهم للكلمة العليا في تحديد مصير أمم وشعوب بأكملها، هو من جعلهم يحتلون هذه الصدارة في مشهد هوليودي، تابعه الملايين من البشر في هذه المعمورة .

هنا يأتي السؤال الأهم الذي يطرح نفسه :

كيف لأصحاب العالم الرقمي، التحكم في مصير العالم الواقعي.؟

و يأتي الجواب :

إن المهمة الأساسية والأولى “للمنصات الرقمية”، جميعا ،وبدون استثناء سواء للتواصل الاجتماعي، لنقل الأخبار ،للسينما، للتعارف وحتى للألعاب وغيرها هو جمع البيانات، عن طريق فتح حسابات، وملء المعلومات الشخصية..ليس هذا فقط، وحتى ماتكتبه في التعليقات و كذا التفاعل.

فلم يعد هناك مكان للصدفة، كل مايكتب في العالم الرقمي، مسجل في مكان ما.

من هنا يبدأ العمل، من جمع للبيانات ، وقراءتها، وتحليلها، حتى نصل إلى مايسمى ب “. .Big Data” .

جمع المعلومات والبيانات، هذا ما تقوم به آلة الاعلام.

فبعد ان قامت برسم الخريطة الاعلامية ووضعها امام صاحب القرار ،وقبل ان تصدر الاستراتيجيات الاعلامية الواجب اتخادها، وقبل ان تحرك أذرعها، أدواتها وفرسانها، توجب عليها أن تحصل على “Big Data”، وهذا وفق مسار تقني محدد ودقيق، يبدأ بجمع المعلومات ، قراءتها وتحليلها، ثم استخراج الحوصلة، وكل هذا من أجل وضع الاستراتجية الاعلامية المناسبة.

إن البيانات المعالجة، هي السلاح الذي تستعمله، مخابر العالم، و الشركات المتعددة الجنسيات في ترويض وتوجيه الانسان، المتلقي و المستهلك، والانتقال به من مرحلة ” من يكون؟.. وماذا يريد ؟”، الى “ مايجب عليه أن يكون وما يريدونه هم له“، وهنا وجب التأكيد أنه مهما كانت صفته، أو جنسيته، فسيكون، فريسة للقلة المفترسة.

إنه الدور المنوط بآلة الاعلام، تكون مزودة بأنظمة وأجهزة اليقظة الاعلامية والاستراتجية، وكذا أنظمة الرصد والمسح، لجمع كل المعلومات ، في كل القطاعات والمجالات ،ومهما كانت ” المعلومات ” بسيطة ،فهي مفيدة، وكذا الانذار عن كل خطر محدق، سواء للتصدي والقضاء عليه، أو لإجتناب تكراره.

فآلة الاعلام، تقوم بجمع المعلومات ، ومعالجتها، من أجل وضع استراتجيات إعلامية، تركز في القضاء على الخطر وتدميره، قبل أن يصل أهدافه، ولما لا تجنب الخطر من أصله، أو تحييده وجعله غير مؤذي، والعمل على خلق جبهة داخلية متراصة، يجمعها وعي جماعي لا يمكن لأي كان اختراقه.

يتبع..

الكاتب : رفيق شلغوم ، مؤسس ومدير نشر صحيفة الجزائر الآن الالكترونية وكاتب مقال “رأي” بعدد من الصحف العربية

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا