آخر الأخبار

فرنسا النووية يؤثر فيها قشيحة!

شارك الخبر
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ فرنسا .. إلى أين؟ هنا الصورة لا تبدو واضحة كما يقول الكاتب أمحمد المالكي، فهي رمادية، مخيفة ومقلقة لهذه الدولة الأوروبية، التي تعيش انحدارا متسارعا، منذ وصول الفتى إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزي، وما يؤكد هذا الانحدار هو إعادة انتخابه لفترة ثانية، بعدما لم يجد الفرنسيون بديلا، لتجد فرنسا “العظيمة” بتاريخها السياسي وبرجالاتها الذين ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس أمام حتمية وضع رقبتها من جديد بين يدي “مراهق سياسي”، سلبها كل قوتها، وهو مستعد حاليا لتسليمها إلى اليمين المتطرف، الذي كان على الدوام عدو الفرنسيين الأول قبل أن يكون عدو المهاجرين والمسلمين.

لقد كانت فرنسا على الدوام دولة يحسب لها ألف حساب حتى في طغيانها، دولة لا ترد لها كلمة، فقد وقف حلف الناتو بأكمله خلفها في حربها المدمرة ضد الشعب الجزائري، وكانت إذا تكلمت أجبرت شركاءها في أوروبا وغيرها على الإنصات، وهذا ما جعلها من الدول الخمس التي تملك حق “الفيتو” في مجلس الأمن، وهو الحق الذي لا تملكه حتى ألمانيا واليابان.

فرنسا التي يقول لنا المؤرخون أنّها من غيّرت العالم بثورتها، وأنّها إحدى الدول النووية، التي إذا أرادت تفجير الكرة الأرضية فجرتها، يبدو أنّها لم تعد نفسها فرنسا، فقد أصبحت دولة يُرهبها “قشيحة”

من لا يعرف “قشيحة”، فهو ليس أكثر من “تيكتوكر” جزائري، هاجمته قوات الأمن الفرنسية صبيحة الأربعاء الماضي في منزله، بحجة أنّه يهدد الأمن القومي، لهذه الدولة النووية، وقامت بمصادرة أسلحته الثقيلة الممثلة في جهاز كومبيوتر.

“قشيحة” الذي يمنعه مرضه حتى من الوقوف طويلا للاستجواب، اعتبره وزير داخلية فرنسا، برونو روتايو صيدا ثمينا، وراح يهلل عبر منصة (إكس)، بهذا النصر لفرنسا على من يزرعون الرعب بين مواطنيها ويهددون استقرارها وأمنها.

الحالة التي وصلت إليها فرنسا الماكرونية (تشف)، وهي صورة عاكسة لحال ساساتها ونخبها، وهو ما أدى إلى تراجع الخطاب السياسي لصالح التطرف والعنصرية، لقد انتهى زمن الشخصيات السياسية المؤثرة، وحل محلها زمن مارين لوبان وإريك زمور.

فرنسا لم تعد فرنسا، لقد خسرت سياسيا وعسكريا كما كانت خاسرة على الدوام أخلاقيا، ما حدث لها في إفريقيا هو صورة واضحة عن الضعف الذي ينخر جسدها، هذا الضعف الذي يجسده رئيسها إيمانويل ماكرون وهو يحذّر من عودة دونالد ترامب، وكأنّ هذه “الفرنسا” لا هي دولة نووية ولا دولة لها حق “الفيتو” ولا دولة صناعية كبيرة.

الرعب الفرنسي من ترامب لم نراه في رئيس بنما ولا حاكم “غرينلاند”، التي يريد الرئيس الأمريكي الاستيلاء عليها عنوة، لقد حاول ماكرون استمالة ترامب قبل أن يضع رجليه مجددا داخل البيت الأبيض، فاستضافه مبجلا للاحتفال بإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، وهو يدعو في نفسه أن يجنبه الله “جبروت” ساكن البيت الأبيض الجديد.

فرنسا التي لم تعد فرنسا، وهي تهرّب أميرة بوراوي على طريقة العصابات، وتخطط لتشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة لضرب استقرار الجزائر، وتعجز عن تطبيق إجراء قانوني بسيط مرتبط بترحيل الأشخاص من بلد إلى بلد، وبين هذا وذاك لم يعد صوت بداخلها يعلو على صوت اليمين المتطرف، الذي أصبح بمثابة “السرطان”، الذي لا يقتل إلا صاحبه، وإن بدا أنّه يخيف المحيطين به.

لقد عرّت قصة المؤثر قشيحة، تلك الدولة التي تملك 290 رأسا نوويا، ولكن يؤثر فيها جهاز كومبيوتر ورجل مريض.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا