الجزائرالٱن _ جدّد جزائريون يعيشون بمدينة ليون الفرنسية حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر الماضي، لنزع اسم السفاح توماس بيجو (1784 ـ 849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أنّ “لإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا”، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.
القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت جمعية “فرنسيون من أصول جزائرية” تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسي، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو، ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفية، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسي بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنّه “عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر”
ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنّهم “أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو”، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.
ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم “شارع 17 أكتوبر 1961″، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.
ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنّه “من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها”
من جهته، أعلن “الاتحاد الجزائري”، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسي بتهمة “تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو “شارع كاميل بلان”، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل “منظمة الجيش السري”، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.
وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.
وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 “بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب”، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.