قالت صحيفة فايننشال تايمز إن السياسية اليابانية ساناي تاكايتشي، ذات التوجه المحافظ المتشدد، تسعى إلى قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي ، مما قد يجعلها أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.
وترى تاكايتشي نفسها وريثة لرئيس الوزراء الراحل شينزو آبي ، وهي تدعو إلى العودة لسياسات "آبينوميكس" الاقتصادية، المتمثلة في خفض أسعار الفائدة وزيادة الإنفاق الحكومي، التي كان يتبناها آبي، كما تقول الصحيفة.
وعبرت تاكايتشي، التي بدأت حياتها المهنية مذيعة تلفزيونية وكانت تعزف موسيقى الهيفي ميتال في شبابها، عن رغبتها منذ سن الـ24 في أن تصبح "المرأة الحديدية"، مستلهمة من شخصية رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر .
وعلى الرغم من أن منافسها الأبرز شينجيرو كويزومي يحظى بدعم كبير بين النواب، فإن القاعدة الشعبية للحزب تفضل تاكايتشي بشكل طفيف -حسب الصحيفة- وذلك وسط أزمة هوية يعيشها الحزب بعد فقدانه الأغلبية البرلمانية، وتزايد الدعم للأحزاب الشعبوية بين الشباب الذي يغادره.
ورغم مواقفها المتشددة السابقة، مثل تهديدها بسحب تراخيص وسائل إعلام عام 2016، ومعارضتها لزواج المثليين وتغيير قوانين الخلافة الإمبراطورية، فقد خففت من لهجتها مؤخرا -كما تقول الصحيفة- وأبدت استعدادا لزيادة تمثيل النساء في الحكومة.
ويرى المحللون أن الدعم المتزايد لتاكايتشي قد لا يكون بسبب مواقفها، بل هو تعبير عن رغبة في التغيير وسط أزمة اقتصادية وجيوسياسية خانقة، وأن الاختيار بين كويزومي وتاكايتشي يمثل مفترق طرق للحزب، إما العودة إلى نهج آبي المحافظ، أو البحث عن وجه جديد وتوجه أكثر اعتدالا.
وذكرت الصحيفة أن تاكايشي شغلت عددا من المناصب الحكومية الرئيسية منذ دخولها السياسة قبل 32 عاما، بما في ذلك وزيرة الأمن الاقتصادي، وترأست سياسة الأمن السيبراني، وأشرفت على إستراتيجية القوة الناعمة "اليابان الهادئة" في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وقالت عالمة السياسة في جامعة واسيدا ميكو ناكاباياشي إن شعبية تاكايتشي تعكس يأسا من التغيير السياسي في عصر ارتفاع الأسعار، والشعور العميق بانعدام الأمن الجيوسياسي. وأضافت أن "الناس لا يعرفون حقيقتها، لكنهم يعتقدون أنها مثيرة للاهتمام لأنها امرأة. إنه شيء مشابه عندما انتخبت الولايات المتحدة باراك أوباما رئيسا. لكن هذه الرغبة في شيء جديد تشير أيضا إلى وجود أزمة".