أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستجمد أسعار تذاكر القطارات في الموازنة المقبلة، في إطار سعي وزيرة الخزانة راتشيل ريفز إلى مساعدة المواطنين على خفض تكلفة المعيشة والحد من التضخم ، وهو ما يعد أول تجميد للأسعار منذ 30 عاما.
وحسب بيان لوزارة الخزانة، يشمل التجميد تذاكر الموسم ورحلات العودة في أوقات الذروة للمسافرين ورحلات العودة خارج أوقات الذروة بين المدن الرئيسية في إنجلترا، وعادة ما ترتفع أسعار القطارات المنظمة هذه تماشيا مع التضخم، وسيدخل قرار التجميد حيز التنفيذ في مارس/آذار المقبل.
ويُعد تجميد أسعار القطارات أحد الإجراءات العديدة التي من المتوقع أن تعلن عنها ريفز الأربعاء المقبل ضمن موازنتها الطارئة، في إطار سعيها لكسب تأييد المواطنين الساخطين بخطط لتخفيف ضغوط الأسعار.
وكان متوقعا أن تزيد أجرة ركوب القطارات بنسبة لا تقل عن 4.8% بناء على معدل التضخم وفق مؤشر أسعار التجزئة ليوليو/تموز الماضي، وقالت وزيرة النقل هايدي ألكسندر إنه سيكون هناك تجميد كامل على الأسعار المنظمة العام المقبل.
وقالت الحكومة إن هذه الخطوة ستوفر على الركاب أكثر من 300 جنيه إسترليني (392 دولارا) سنويا في بعض المسارات المكلفة.
يشار إلى أن أسعار تذاكر القطار المنظمة في إنجلترا قد ارتفعت بنحو 64% منذ 2010، وتشكل تكاليف النقل نحو 12% من إنفاق الأسر.
وتأمل وزيرة المالية البريطانية أن تخفف هذه السياسات -التي يُتوقع أن تشمل كذلك معالجة فواتير الطاقة وأسعار المواد الغذائية- وطأة حاجة الحكومة إلى جمع ما يصل إلى 25 مليار جنيه إسترليني (33 مليار دولار) من زيادات الضرائب وضبط الإنفاق لتحقيق الاستقرار في المالية العامة للمملكة المتحدة.
وقالت ريفز إن تجميد أسعار تذاكر القطارات "سيخفف الضغط على ميزانية الأسرة، ويجعل الانتقال إلى العمل أو المدرسة أو زيارة الأصدقاء والعائلة أسهل بكثير".
وأضافت "في الميزانية، سأحدد الخيارات العادلة لتحقيق أولويات البلاد في خفض قوائم انتظار خدمة الصحة الوطنية، وخفض الدين العام، وخفض تكلفة المعيشة".
ويُتخذ القرار بشأن أسعار تذاكر القطارات المنظمة في أسكتلندا وويلز بشكل منفصل من قبل الوزراء المعنيين.
وتُعد معالجة تكاليف المعيشة والتضخم من أهم أولويات وزيرة المالية الساعية للحد من فقدان الدعم الشعبي لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر العمالية المتعثرة، مع الحفاظ على كبح جماح نمو الأسعار لتشجيع بنك إنجلترا ( البنك المركزي ) على المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة .
وأظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي أن التضخم في المملكة المتحدة انخفض لأول مرة منذ 7 أشهر، مما يبقي الآمال قائمة في أن يجري البنك المركزي البريطاني تخفيضا لأسعار الفائدة قبل عطلة عيد الميلاد في اجتماعه المقبل بعد أن تخلى عن إجراء سابق هذا الشهر.
وتعلن ريفز عن موازنتها في ظل فوضى سياسية خانقة، إذ يواجه ستارمر تساؤلات بشأن قيادته، وتخلّي الحكومة عن خطة مثيرة للجدل لزيادة ضريبة الدخل، والتي كانت ستشكل انتهاكا لتعهد رئيسي في حملته الانتخابية.
ومع تراجع حزب العمال خلف حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج في استطلاعات الرأي الوطنية يشعر العديد من نواب ستارمر بالقلق من تكبد خسائر فادحة في الانتخابات المحلية.
ويركز مورغان ماكسويني رئيس مكتب ستارمر على كيفية تحسين صورة الحكومة لدى الرأي العام مع اقتراب موعد تلك الانتخابات، حسبما نقلت وسائل إعلام عن نائب من حزب العمال.
وأضاف النائب أن ماكسويني يأمل أن يفضي الإنفاق على الصحة والحكم المحلي إلى نتائج سريعة يمكن الترويج لها في صناديق الاقتراع.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة