آخر الأخبار

بهذا الاجتماع.. تيقنت ألمانيا من اندلاع حرب عالمية

شارك
صورة تعبيرية

يوم 28 يوليو (تموز) 1914، شهدت أوروبا بداية الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عقب إعلان إمبراطورية النمسا المجر الحرب على صربيا على إثر فشل التحقيقات المشتركة بين البلدين حول حادثة سراييفو. وبالأيام التالية، شهدت أوروبا توسع هذه الحرب عقب تفعيل سياسة التحالفات التي كانت حينها قائمة بالقارة العجوز.
وقبل نحو عام ونصف عن بداية هذا النزاع الذي أسفر عن أكثر من 20 مليون ضحية، كانت الإمبراطورية الألمانية قد اتخذت قرارها بالإستعداد للحرب حيث عقد المسؤولون الألمان خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 1912 اجتماعا سريا لمناقشة الوضع بأوروبا.

الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني

تصاعد التوتر بأوروبا

خريف العام 1912، تزايدت حدة التوتر بالقارة الأوروبية بسبب حرب البلقان الأولى التي وضعت تحالفا ضم كل من صربيا وبلغاريا واليونان ومونتينيغرو في مواجهة الدولة العثمانية. بهذه الحرب، قدمت الإمبراطورية الروسية دعما كبيرا لدول البلقان لمواجهة العثمانيين.

صورة لألفرد فون تيربيتز

وفي خضم هذه الأحداث، وصفت النمسا جارتها صربيا بالخطر الموجود قرب حدودها كما خططت بأكثر من مناسبة للتدخل عسكريا ضدها بسبب تنامي قوتها ونفوذها بالبلقان. وعلى الرغم من التحالف القائم بينهما، سعت ألمانيا جاهدة لثني النمسا عن مهاجمة صربيا. وبسبب ذلك، استاءت فيينا من تصرفات برلين وشككت بمرات عديدة بمدى صلابة التحالف القائم بينهما وإمكانية تدخل برلين لصالحها بحرب مستقبلية. من ناحية أخرى، عبرت بريطانيا عن رفضها لأي تدخل عسكري نمساوي بالبلقان. وردا على التهديدات النمساوية، أكدت لندن أنها لن تقف مكتوفة اليدين في حال مهاجمة النمسا لصربيا.

صورة لهيلموث فون مولك

اجتماع المسؤولين الألمان

بقصر برلين يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) 1912، اجتمع الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني بكل من قائد سلاح البحرية الألماني ألفرد فون تيربيتز (Alfred von Tirpitz) ووزير البحرية جورغ ألكسندر فون مولر (Georg Alexander von Müller) والأميرال أوغست فون هيرينغين (August von Heeringen) وقائد القوات المسلحة هيلموث فون مولك (Helmuth von Moltke) لمناقشة برنامج التسلح السريع الذي اعتمدته الإمبراطورية الروسية قبل أسابيع والمخاوف من إمكانية اندلاع حرب نمساوية صربية بسبب النجاحات العسكرية التي حققتها صربيا بحرب البلقان.

صورة لجورغ ألكسندر فون مولر

أثناء الاجتماع، أكد هيلموث فون مولك أن الحرب بأوروبا واقعة لا محالة وأن صداما مع روسيا سيحصل قريبا كما أكد في الآن ذاته على ضرورة أن تبادر ألمانيا بالهجوم والمباغتة. أيضا، تحدث فون مولك على أهمية أن تحافظ ألمانيا على وعودها والتزاماتها وأن تقف لجانب النمسا في حال دخولها حربا ضد صربيا أو روسيا. ومن جهته، عارض قائد سلاح البحرية ألفرد فون تيربيتز هذه التوجهات وأكد أن ألمانيا غير مستعدة لدخول حرب منوها لأهمية الإنتظار بضعة سنوات والتركيز أكثر على صناعة السفن الحربية والغواصات لمعالجة أزمة تأخر البحرية الألمانية مقارنة بالبحرية البريطانية والفرنسية.

وأثناء النقاش، شكك الإمبراطور فيلهلم الثاني في قدرة بلاده على قيادة حرب على جبهات عديدة مبديا تخوفه من موازين القوى التي ستكون لصالح روسيا وبريطانيا وفرنسا. وبالتزامن مع ذلك، أبدى فيلهلم الثاني تأييده لتوجهات فون مولك بضرورة دخول الحرب بأسرع وقت إن كان الصدام بأوروبا أمرا حتميا.
على الرغم من عدم صدور قرار إعلان حرب خلاله، جاء اجتماع برلين يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) 1912 ليسلط الضوء على بداية تيقن المسؤولين الألمان من حصول صدام قريب بأوروبا وأهمية الإستعداد له. أيضا، أكد هذا الاجتماع على عدم تيقن ألمانيا من قدراتها العسكرية لخوض هذا النزاع العسكري.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار