يُعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتات الدماغية، وغالبًا ما يتطور بصمت دون أعراض ملحوظة حتى تحدث مضاعفات خطيرة. يُصيب هذا المرض ملايين الأشخاص حول العالم، ويرتبط بتلف الأوعية الدموية والأعضاء الحيوية مع مرور الوقت.
يُعد فهم كيفية تأثير النظام الغذائي على ضغط الدم أمرًا بالغ الأهمية للوقاية منه وإدارته، إذ يُمكن للمراقبة المُبكرة أن تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتُحسّن الصحة العامة. وفقًا لما نشرته صحيفة "Times of India"، حذر طبيب القلب الشهير الدكتور سانجاي بوجراج مؤخرًا من تناول بعض أطعمة الفطور وتأثيرها على ضغط الدم في منشور على حسابه على إنستغرام.
يتقلب ضغط الدم بشكل طبيعي على مدار اليوم، مع ارتفاع نموذجي يُعرف باسم "الطفرة الصباحية" يحدث بعد الاستيقاظ بفترة وجيزة. تُعزى هذه الزيادة إلى إيقاع الساعة البيولوجية للجسم وهرمونات مثل الأدرينالين، مما يُهيئ الشخص لليوم التالي.
لكن ينبغي توخي الحذر إذ يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم في الصباح بشكل مبالغ فيه خطيرًا، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية خلال تلك الساعات الأولى من الصباح.
يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في تضخيم هذا الارتفاع أو التخفيف منه، ما يجعل اختيارات وجبة الفطور مهمة بشكل خاص، كما يلي:
يحتوي خبز التوست المصنوع من الحبوب الكاملة مع الدهون المعالجة غالبًا على أملاح مضافة ودهون غير صحية ومواد حافظة، ما يزيد من تناول الصوديوم ويساهم في ارتفاع ضغط الدم على الرغم من كونها مصنوعة من الحبوب الكاملة.
تشتمل العديد من أنواع عبوات دقيق الشوفان الفوري على سكريات وصوديوم مضافين لتحسين النكهة، ما يمكن أن يسبب ارتفاعًا حادًا في سكر الدم ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ما يُضعف فوائدها الصحية المفترضة.
يمكن أن تحتوي حبوب الجرانولا على نسبة عالية من السكريات المكررة والزيوت غير الصحية والصوديوم، مما يمكن أن يُعزز الالتهاب ويُضعف التحكم في ضغط الدم، على الرغم من تسويقها غالبًا على أنها خيارات فطور مغذية.
على الرغم من سمعتها الصحية، إلا أن هذه الأطعمة يمكن أن تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والسكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة، وكلها يمكن أن تؤثر سلبًا على ضغط الدم.
إن الصوديوم معدن أساسي لوظائف الجسم، ولكن الإفراط في تناوله يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم. غالبًا ما تحتوي وجبات الفطور المُصنّعة على مستويات عالية جدًا من الصوديوم، تُضاف أثناء التصنيع لتحسين النكهة ومدة الصلاحية. يؤدي الصوديوم الزائد إلى احتباس الماء في الجسم، مما يزيد من حجم الدم، وبالتالي الضغط على جدران الأوعية الدموية. يمكن أن يؤدي هذا الضغط الإضافي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الملح.
تُعد العديد من حبوب الفطور والشوفان سريع التحضير غنية بالكربوهيدرات المُكررة. على عكس الكربوهيدرات المُعقدة الموجودة في الأطعمة الكاملة، يتم هضم الكربوهيدرات المُكررة بسرعة، مما يُسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم ومستويات الأنسولين. تُعزز مستويات الأنسولين المرتفعة احتباس الصوديوم في الكلى ويمكن أن تُنشط الجهاز العصبي الودي، مما يُساهم في ارتفاع ضغط الدم. كما يمكن أن يُسبب ارتفاع الأنسولين المُتكرر على مدار اليوم التهابًا وتلفًا في الأوعية الدموية مع مرور الوقت.
تساهم السكريات المُضافة في وجبات الفطور في زيادة الوزن لكنه يؤدي لارتفاع ضغط الدم. ارتبط تناول كميات كبيرة من السكر بزيادة معدل ضربات القلب والالتهابات وضعف وظائف الأوعية الدموية. تُعدّ الجرانولا وعبوات الشوفان المُنكّهة مشكلةً خاصة، إذ غالبًا ما تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المُخفّاة تحت مسميات مختلفة مثل الفركتوز وشراب الغلوكوز أو المالتوديكسترين.
في منشوره على إنستغرام، يقترح الدكتور بوجراج التركيز على الأطعمة الكاملة قليلة المعالجة التي تدعم استقرار مستوى السكر في الدم وتُقلل الالتهابات. ورغم أنه لم يُحدد قائمة طعام مُحددة، إلا أن المبادئ التي يُوصي بها تشمل:
تُعدّ الفواكه الكاملة مثل التوت والتفاح والكمثرى والحمضيات خيارات ممتازة. إنها غنية بالألياف الغذائية، مما يُبطئ امتصاص السكر، مما يُساعد في الحفاظ على مستويات ثابتة من الغلوكوز في الدم ومنع ارتفاع الأنسولين. تُضيف الخضراوات، سواءً أُضيفت إلى العصائر أو كوجبة فطور شهية، حجمًا وعناصر غذائية دون سعرات حرارية زائدة.
يُمكن أن يُعزز تناول مصادر الدهون غير المشبعة، مثل المكسرات (اللوز والجوز) والبذور (الشيا والكتان واليقطين) والأفوكادو. تُساعد هذه الدهون على إبطاء عملية الهضم وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الالتهابات. كما أنها تدعم امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وتُحسّن مستويات الكوليسترول، وهو أمر مفيد لإدارة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
من الضروري تجنب الدهون المُصنّعة والمكسرات المملحة والمنكهات التي غالبًا ما تحتوي على صوديوم مخفي. اختر زبدة المكسرات الطبيعية بدون إضافة ملح أو سكر أو الأعشاب الطازجة للتتبيل أو الأفوكادو كبديل كريمي. يُتيح طهي أو تحضير وجبة الفطور في المنزل باستخدام مكونات طازجة التحكم بشكل أفضل في تناول الصوديوم، مما يُساعد على منع ارتفاع ضغط الدم غير الضروري.
يُساعد تناول مصادر البروتين، مثل البيض والزبادي اليوناني والجبن القريش والبقوليات، على استقرار مستوى السكر في الدم وتقليل ارتفاع الأنسولين. يُبطئ البروتين عملية إفراغ المعدة، مما يُوفر إطلاقًا مستمرًا للطاقة ويزيد الشعور بالشبع. يُوفر الزبادي اليوناني، على وجه الخصوص، البروبيوتيك الذي يدعم صحة الأمعاء، والذي تشير الأبحاث الحديثة إلى ارتباطه بتنظيم ضغط الدم.