آخر الأخبار

قصة مغامر حاول زعزعة أمن دول في أميركا الوسطى

شارك
وليام والكر

ما بين 1846 و1848، عاشت المكسيك على وقع ويلات الحرب الأميركية المكسيكية التي أسفرت عن توقيع معاهدة غوادلوب هيدالغو (Guadalupe Hidalgo) وخسارة المكسيك قسم هائل من أراضيها لصالح الولايات المتحدة.

وبعد مضي بضعة سنوات، وجدت المكسيك نفسها أمام أزمة عقب قيام مغامر أميركي يدعى وليام والكر (William Walker)، مدعوم بعدد من المرتزقة، بمحاولة لانتزاع مزيد من أراضيها.

غزو المكسيك

خلال عام 1850، انتقل والكر، الذي كان قد شغل سابقاً وظائف عديدة كطبيب ومحام، للعيش في كاليفورنيا التي حصلت عليها الولايات المتحدة عقب حرب دامية ضد المكسيك ما بين 1846 و1848. وهنالك، نمت لديه أفكار باستعمار مناطق باخا كاليفورنيا (Baja California)، أو كما تعرف أيضاً بكاليفورنيا السفلى، التي مثلت جزءا من المكسيك.

وفي 15 أكتوبر 1853، أبحر والكر، مع عدد من المرتزقة، من سان فرانسيسكو ليحط الرحال بمنطقة لاباز (La Paz). وبدون أي دعم أو موافقة من الحكومة الأميركية، أقدم على إعلان استقلال منطقتي كاليفونيا السفلى وسونورا (Sonora) المكسيكيتين وإنشاء جمهورية سونورا.

غير أن الحكومة المكسيكية لم تتأخر في الرد حيث عمدت إلى إرسال الجيش للمنطقة، ما أجبر والكر ومرتزقته على عودة أدراجهم نحو الأراضي الأميركية.

انهيار السلطة والإعدام

ولم تتوقف طموحاته عند هذا الحد. فعلى رأس فرقة كبيرة من المرتزقة، توجه والكر عام 1855 نحو نيكاراغوا وقاتل لصالح الحزب الديمقراطي أثناء الحرب الأهلية. وفي خضم هذه الحرب، أسقط المرتزقة الحكومة واستولوا على السلطة. وفي 12 يوليو 1856، أعلن نفسه رئيساً لنيكاراغوا.

خريطة نيكاراغوا بالنسبة لوليام والكر

في الفترة نفسها، حظي باعتراف أميركي بسلطته كرئيس على نيكاراغوا. وقد جاء ذلك أثناء الفترة الرئاسية لفرانكلن بيرس (Franklin Pierce).

فرانكلن بيرس

فيما تخوفت بريطانيا من سلطة والكر واعتبرته تهديداً لمصالحها بالمنطقة خاصة لمشروع قناة نيكاراغوا الذي اتجهت بريطانيا حينها لبنائها بهدف ربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

وأثناء فترته الرئاسية، أعاد والكر العمل بنظام العبودية مهدداً بذلك أمن دول الجوار. وعلى الإثر، تشكل تحالف، بقيادة كوستاريكا، في أميركا الوسطى ضده. وعقب تدخل عسكري من قبل هذا التحالف، أجبر والكر على الاستقالة في 1 مايو 1857 والعودة للولايات المتحدة.

ومع عودته إلى وطنه، قضى أغلب وقته في إعداد مذكراته وألف كتاباً حول الحرب بنيكاراغوا. وقبل اندلاع الحرب الأهلية الأميركية، اتجه والكر، الذي كان يبلغ 36 سنة حينها، للعودة نحو أميركا الوسطى. وهنالك، ألقت البحرية البريطانية القبض عليه وسلمته لحكومة الهندوراس التي اتهته بمحاولة زعزعة أمن واستقرار البلاد وأعدمته رمياً بالرصاص في 12 سبتمبر 1860.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار