في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لا شك أن الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع خلفت العديد من الضحايا، فضلا عن الخراب الذي لحق بمناطق عدة لاسيما الخرطوم .
إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون أن الصراع دمر المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو مرض مداريّ مُعدٍ يصيب خصوصا الفئات المحرومة.
فقد كشف مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان أن هذا المركز في الخرطوم تعرض لدمار كبير، حيث انهارت الأسقف وتناثرت الوثائق.
وقال أحمد فحل، مؤسس المركز "فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية، وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 سنة"، مضيفا أن هذا وضع "يصعب تحمله"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
كما أشارت منظمة الصحة إلى أن الوصول إلى موقع المركز لا يزال متعذرا على السلطات الصحية، مما يحول دون إجراء أي تقييم دقيق للأضرار.
كما أكدت المنظمة أن المركز الذي تأسس عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم هو الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري.
وكان المركز يستقبل كل عام 12 ألف مريض، وفقا لمؤسسه.
يشار إلى أنه عام 2019، أجرى المركز أول تجربة سريرية في العالم على هذا الورم، بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية.
وقد عالجت عيادة مؤقتة في كسلا، في شرق البلاد، 240 مريضا مصابين بالورم الفطري، وفق منظمة الصحة.
كما أُعيد افتتاح مركز طبي آخر في قرية ود أونسة في جنوب شرق البلاد. ويتلقى كلا المرفقين دعما من وزارة الصحة، لكنهما يواجهان تحديات تمويلية كبيرة، حسب منظمة الصحة.
ويمكن للورم الفطري الذي تسببه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة أو الماء، أن يؤدي إلى تآكل العظام.
كما صنف مرض المايستوما الذي يؤثر خصوصا في الفئات السكانية المحرومة وكذلك المزارعين والعمال والرعاة في البلدان النامية، عام 2016، على أنه من بين "الأمراض المدارية المُهمَلة"، وفق منظمة الصحة العالمية
واندلع النزاع في السودان بين الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 نيسان/أبريل 2023، وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.
فيما خلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص، متسبّبة، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.