رغم التنوع الهائل في سوق الهواتف الذكية حول العالم، يبقى المستهلك الأميركي محصوراً بين خيارين رئيسيين: "سامسونغ" و"أبل".
في الوقت الذي تتنافس شركات مثل "أوبو" و"شاومي" و"فيفو" في أوروبا وآسيا على تقديم تقنيات رائدة ومبتكرة، تبقى السوق الأميركية مغلقة تقريباً أمام معظم العلامات الصينية، لأسباب سياسية وتجارية معقدة.
يعتمد معظم المستخدمين، في أميركا، على هواتف من "سامسونغ" أو "أبل"، مع وجود محدود لشركات مثل "غوغل"، و"موتورولا" و"وان بلس"، بحسب تقرير نشره موقع "androidheadlines" واطلعت عليه "العربية Business".
لكن من يجرّب هاتفاً مثل OPPO Find X9 Pro أو vivo X300 Pro في الخارج، سيدرك بسرعة حجم الفارق في التصميم والأداء، وكيف أن السياسات الأميركية تحرم المستخدمين من تجربة أحدث ما وصل إليه عالم أندرويد.
تعود القصة إلى عام 2019، حين قررت واشنطن حظر شركة هواوي ومنعها من التعامل مع الشركات الأميركية، ما جعلها تفقد إمكانية استخدام شرائح "كوالكوم" ونظام أندرويد، وحتى التعاون مع "ARM" البريطانية في تصميم المعالجات.
ورغم أن "هواوي" استطاعت النهوض مجدداً بفضل مواردها الهائلة، فإن الحظر جعلها تتجنب تماماً السوق الأميركية والأوروبية خوفاً من عقوبات جديدة، ما دفعها إلى بيع علامتها الفرعية "أونور"، والتركيز على السوق الصينية.
هذه السابقة جعلت شركات مثل "أوبو" و"شاومي" و"فيفو" تبتعد عن فكرة دخول الولايات المتحدة نهائياً، رغم أنها تنشط بقوة في المكسيك ودول أميركا اللاتينية.
العائق الآخر أمام تنوع السوق الأميركية هو هيمنة شركات الاتصالات.
فأغلب الأميركيين يشترون هواتفهم عبر شركات مثل "Verizon" أو "T-Mobile" بعقود طويلة الأمد، بدلاً من شراء الأجهزة بشكل مستقل كما هو الحال في أوروبا وآسيا.
وهذا يعني أن أي شركة لا تتعاون مع هذه الشبكات لن تبيع سوى كميات محدودة جداً.
مثلاً، واجهت "وان بلس" هذا التحدي عندما عرضت هواتفها عبر "T-Mobile" بأسعار أعلى من الشراء المباشر، وهو ما أضرّ بمبيعاتها، أما الشركات الصينية الأخرى، فترفض دخول هذا النظام المكلف والمعقّد، مكتفية بالأسواق التي تسمح بالشراء الحر.
غياب المنافسة جعل سوق الهواتف الأميركية راكدة ومكرّرة.
فكل عام، تقدم الشركات نفسها تصميماً مشابهاً ومواصفات متقاربة، بينما في الخارج نرى تقنيات العدسات المتحركة، الشحن فائق السرعة، والتصوير الاحترافي الحقيقي.
المصدر:
العربيّة