تحقيق أميركي جديد مع "تسلا" بسبب برنامج القيادة الذاتية الكاملة

أعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة الأميركية (NHTSA) عن فتح تحقيق رسمي في برنامج القيادة الذاتية الكاملة (FSD) من شركة تسلا.

جاء ذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن البرمجية تسببت في تجاوز إشارات المرور الحمراء أو دخول المركبات إلى مسارات معاكسة.

سجُل أكثر من 50 بلاغًا حول حوادث مرتبطة بالبرنامج، بينها أربع إصابات مؤكدة، بحسب مكتب التحقيق في العيوب (ODI) التابع للوكالة.

ويتضمن التحقيق تقارير عن سيارات "تسلا" لم تتوقف عند الإشارات الحمراء أو انطلقت مجددًا أثناء التوقف، إضافةً إلى حالات انحراف إلى المسار المعاكس أو محاولة الانعطاف في الاتجاه الخطأ رغم وجود علامات تحذيرية، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".

يأتي التحقيق الجديد بعد تحقيقات سابقة تتعلق بنظام "الطيار الآلي" (Autopilot) الأقل تقدمًا، والذي تم ربطه بـ 13 حادثًا مميتًا.

ورغم إغلاق هذا التحقيق في أبريل 2024، لا يزال تحقيق منفصل حول فعالية التحديثات التي أطلقتها "تسلا" لذلك النظام مفتوحًا.

تحقيق ميداني في ولاية ماريلاند

أوضح المكتب أنه يعمل بالتعاون مع شرطة ولاية ماريلاند وهيئة النقل المحلية للتحقق من تكرار الأعطال في تقاطع محدد بمدينة جوبّا، حيث تم تسجيل عدة مخالفات مماثلة.

وذكرت الوكالة أن "تسلا" اتخذت إجراءات تصحيحية لمعالجة المشكلة في هذا الموقع.

جاء فتح التحقيق الجديد في نفس الأسبوع الذي أطلقت فيه "تسلا" الإصدار الأحدث من برنامج القيادة الذاتية الكاملة، والذي رُوِّج له على نطاق واسع من قبل الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، إذ يعتمد على بيانات تجريبية جمعتها الشركة خلال برنامج سيارات الأجرة الآلية في أوستن، تكساس.

تشير تقارير الوكالة إلى أن بعض السائقين اشتكوا من أن البرنامج ينفذ تغييرات مفاجئة في المسار دون تحذير كافٍ، أو يقوم بالانعطاف من مسار مخصص للمرور المستقيم، ما قد يعرض السائقين والمشاة للخطر.

الخطوة الأولى نحو احتمال سحب المركبات

تُصنَّف هذه الخطوة ضمن مرحلة "التقييم الأولي" (Preliminary Evaluation)، وهي أولى مراحل التحقيق التي قد تفضي لاحقًا إلى استدعاء المركبات (Recall) إذا ثبت وجود خلل في البرمجية.

وتسعى الوكالة لإنهاء التحقيق خلال ثمانية أشهر، لكن الجدول الزمني قد يتأثر بإغلاق حكومي محتمل في واشنطن.

يأتي التحقيق بعد أشهر من تقليص إدارة ماسك الحكومية لعدد موظفي السلامة المتخصصين في المركبات ذاتية القيادة داخل NHTSA، وهو ما أثار تساؤلات حول قدرة الوكالة على مراقبة التطورات السريعة في تكنولوجيا القيادة الذاتية.