يامال خسر الكرة الذهبية بسبب رونالدو
— العربية رياضة (@AlArabiyaSports) September 22, 2025
صدق أو لا تصدق هذا السيناريو المجنون pic.twitter.com/EeySGXzEWT
في شوارع لا ماديلين، الضاحية الشعبية بمدينة إيفرو في نورماندي، كان المشهد قبل سنوات مختلفاً تماماً؛ عربات مشتعلة وحواجز، مواجهات بين الشرطة والشباب الغاضب عقب وفاة اثنين من أصول إفريقية عام 2005، الشرارة التي أشعلت احتجاجات عمّت فرنسا، وسط هذا الواقع المضطرب نشأ عثمان ديمبلي مع حبه لكرة القدم، بينما كانت والدته فاطيماتا، القادمة من موريتانيا، ترسم له المسار ليكون أفضل لاعب في العالم.
وفاز عثمان ديمبلي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول"، يوم الاثنين، متفوقاً على الإسباني لامين يامال نجم برشلونة، إذ بكى اللاعب الفرنسي بشدة أثناء تسلمه الجائزة ووجه الشكر لوالدته التي صعدت إلى المنصة لمرافقته.
استقرت فاطيماتا في لا ماديلين مع أطفالها الأربعة، إذ كبر عثمان ديمبلي في بيئة صعبة، يقول مايكل سيلفستر لاعب فرنسا السابق لـ"ليكيب": النشأة في حي كهذا أمر صعب، تحتاج لشخصية قوية ويجب أن تفرض على الجميع احترامك.
وعن أهمية فاطيماتا كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية في 2016 تقريرًا بعنوان "عثمان ديمبلي: أغلى سلعة في كرة القدم.. إن استطعت إقناع والدته.
وأضافت الصحيفة حينها: قد يكون عثمان ديمبلي أكثر لاعب مطلوب في العالم بعمر 18 عاماً، لكن إذا كانت أندية مثل برشلونة، بايرن ميونخ أو مانشستر سيتي جادة في ضمه من رين، فهناك شخص واحد يجب إقناعه أولاً: والدته فاطيماتا.
ويصف أحمد وهبي، مكتشف موهبة يامال، في تصريحات لموقع نادي برشلونة، أول لقاء به قائلاً: كان في السادسة من عمره حين شاهدته يركل الكرة بمهارة غير عادية. سألني فوراً إن كان سيحصل على طقم رسمي وإن كان هناك حكم للمباريات. كان شغوفاً منذ اللحظة الأولى.
رغم صغر سنه، كانت الكرة جزءاً من حياة عثمان اليومية، تروي والدته أنه كان يبكي إن أُخذت منه الكرة، فيما يضيف وهبي: مهارته صقلها اللعب في الشارع، حيث الأرض غير مستوية والعقبات في كل مكان.
والتحق ديمبلي بفريق "إيه إل إم إيفرو" قبل أن تبدأ الأندية الكبرى بمراقبته، وفي سن الثالثة عشرة، كان أمامه خيار الانضمام إلى لوهافر، الذي شهد على بدايات بول بوغبا ورياض محرز، لكنه اختار رين بعد استشارة والدته.
ويقول وكيله حينها، بادو سامباغي، عن أهمية والدته فاطيماتا: حين أراد الرحيل من رين، أصرت أن يبقى في الفريق ويوقّع أول عقد احترافي له. في النهاية لم يكن أمامه خيار آخر.
شارك ديمبلي لأول مرة مع الفريق الأول لرين في سبتمبر 2015 ضد أنجيه، وسرعان ما أصبح اسماً لامعاً لينتقل إلى بوروسيا دورتموند الألماني، هناك، حيث واصل التطور، قبل أن يتمرد على فريقه فور تلقيه عرضاً من برشلونة، الفريق الذي كان يحلم به منذ طفولته، ليلعب بجوار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وعانى ديمبلي من إصابات عديدة في كامب نو أعاقت تقدمه، وبعد 6 سنوات من تمرده على دورتموند، عاد اللاعب الذي غاب عن أكثر من 30% من مباريات فريقه بسبب الإصابة إلى توجيه صدمة لبرشلونة بعدما أبلغ إدارة النادي برغبته الانتقال إلى باريس سان جيرمان قبل ساعات من نهاية الفترة المحددة لشرطه الجزائي البالغ 50 مليون يورو، ما وضع النادي الكاتالوني في أزمة لإيجاد بديل نظراً لضيق الوقت.
وظهر ديمبلي بوجه مغاير مع الفريق الفرنسي، إذ ساهم في تتويج النادي لأول مرة في تاريخه بدوري أبطال أوروبا.
وأوضح ديمبلي في وقت سابق، أن نصيحة من زميله السابق الأرجنتيني ليونيل ميسي ساهمت في تغيير مسيرته الاحترافية وجعلته أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
وكشف ديمبلي، الذي تقاسم غرفة الملابس في برشلونة مع الأسطورة ميسي من 2017 إلى 2021، الأسباب التي غيرت مسيرته وجعلته يتألق مؤخرا، وقال في مقابلة مع مجلة "442": لطالما كانت لدي علاقة رائعة مع ميسي، منذ اليوم الأول، كانت خزانتي بجواره وقدم لي الكثير من النصائح، لقد كان شخص يعرف ما تحتاجه، بالنسبة لي هو الأعظم، إنه لاعب يلهمني