اكتشف جيولوجيون إسرائيليون وبريطانيون أدلة على وجود رواسب ضخمة من سبائك النيكل في الطبقات الوسطى من الوشاح، ضمن الألماس المستخرج في جنوب إفريقيا.
يشير الباحث ياكوف فايس إلى أن هذا الاكتشاف سيساعد العلماء على تفسير آليات تكوين صخور الكمبرليت الحاملة للماس.
ويقول فايس: "سمح لنا هذا الاكتشاف، ولأول مرة، بدراسة العمليات الجيوكيميائية التي تحدث في الوشاح بمشاركة النيكل. وتعتبر الماسات في هذه الحالة بمثابة كبسولات زمنية تحتفظ بآثار التفاعلات في الوشاح، التي عادةً ما تختفي مع تفاعل المعادن المتكونة داخله مع الوسط المحيط".
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة ماسات استُخرجت مؤخرا من منجم ورسبود في وسط جنوب إفريقيا، نشأت في الطبقات الوسطى من الوشاح على أعماق تتراوح بين 280 و470 كيلومترا تحت سطح الأرض. وقد درس الباحثون تركيبها وبنيتها باستخدام المجاهر الإلكترونية وأجهزة مطياف الأشعة السينية، واكتشفوا فيها شوائب عديدة يبلغ قطرها عشرات النانومترات.
ويعتبر التركيب الكيميائي لهذه الشوائب مهما لأنه يسمح باختبار النظريات التي تصف بنية الطبقات الوسطى من الوشاح، التي يصعب دراستها مباشرة. وتشير العديد من النماذج النظرية إلى أن تركيز الأكسجين في صخور الوشاح يتناقص بسرعة مع العمق، ما يسهل نظريا تكوين رواسب كبيرة من سبائك النيكل والحديد على أعماق 250–300 كيلومتر وأعمق.
وأظهر تحليل أجراه العلماء لتركيب الشوائب في الماس الجنوب إفريقي وجود قطرات نانوية صلبة من النيكل النقي، وسبائك مكونة من 85٪ نيكل و15٪ حديد، بالإضافة إلى هياكل معقدة من الكربونات وشوائب معدنية أخرى. وتشير حسابات الجيولوجيين إلى أن جميع هذه الشوائب نشأت في الوشاح نتيجة تفاعلات بين ذوبان الصخور الرسوبية الغنية بالكربونات ومعادن من فئة البيريدوتيت في الوشاح. وأدت سلسلة من تفاعلات الأكسدة والاختزال إلى تكوين رواسب سبائك النيكل، ولعبت دورا رئيسيا في تكوين الماس.
ويأمل العلماء أن يساهم هذا الاكتشاف في توسيع فهم دورة المادة في الطبقات السفلى من الغلاف الصخري للأرض، وأن يساعد الجيولوجيين على تحديد مواقع هذه الرواسب المعدنية القيمة بدقة أكبر.
المصدر: تاس