يدرس علماء الفيزياء من جامعة تشيليابينسك بالتعاون مع باحثين من معهد هندسة الراديو والإلكترونيات التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إمكانية ابتكار وسائط نقل عائمة في روسيا.
وتكمن الميزة الرئيسية لهذه التقنية في الرفع المغناطيسي، حيث يتحرك القطار دون ملامسة القضبان، ما يلغي الضوضاء والانبعاثات الضارة، ويقلل بشكل كبير من الاهتزازات واستهلاك الطاقة. وتجرى حاليا عمليات تطوير واختبار قطارات الرفع المغناطيسي بنشاط كبير في الصين واليابان.
ويبتكر علماء جامعة تشيليابينسك، نموذجا أوليا لنظام النقل في المدن أو الضواحي يعتمد على الموصلات الفائقة عالية الحرارة. واختبروا مؤخرا، أول نموذج مخبري طوله 2 م. وتشمل الخطط اللاحقة اختبار نموذج أكبر بطول 12 م. بالإضافة إلى ذلك، سيجري الباحثون اختبارات في ظروف الفراغ لدراسة عمليات التسارع والكبح، وآلية عمل نظام التحكم، ولمعرفة كيفية إعادة توزيع الطاقة المنطلقة أثناء الكبح.
وتقول ماريا ماتيونينا الأستاذ المشارك في الجامعة: "نستخدم المركب الخزفي YBaCuO كموصل فائق، الذي يفقد مقاومته الكهربائية تماما عند تبريده إلى 180 درجة مئوية تحت الصفر، حيث يتدفق التيار عبره كسائل (كما تزداد سخونة المكواة مع زيادة المقاومة). أثناء تبريد الموصل الفائق، تنشأ علاقة معينة على المجال المغناطيسي، كما لو أن هذا السيراميك يتذكر خطوط القوة ويتحرك على طولها".
وتجدر الإشارة إلى أن العلماء الروس بدأوا في ابتكار هذه الطريقة للحركة في بداية القرن العشرين. ولكن لم يحرزوا أي تقدم كبير إلا في عام 1986، بعد أن اكتشفوا مواد يمكنها إظهار الموصلية الفائقة عند درجة حرارة النيتروجين السائل - وهي مواد متوفرة وأقل تكلفة من الهيليوم السائل.
ويخطط الفيزيائيون مستقبلا للتخلي تماما عن استخدام النيتروجين السائل بإنشاء أنظمة تبريد دقيقة ذات مصدر طاقة مستقل، التي ستكون قادرة على تبريد العناصر فائقة الموصلية بشكل فعال دون الحاجة إلى الغازات السائلة.
المصدر: science.mail.ru