آخر الأخبار

من التحالف إلى صراع النفوذ : كيف تعيد المنافسة السعودية-الإماراتية رسم خريطة المنطقة؟

شارك

وذكرت أن التحالف السعودي–الإماراتي كان أحد الركائز الأساسية للسياسات الخليجية المشتركة، لكن وفقًا لما نشرته تقارير عالمية، ظهرت اختلافات جوهرية في الأهداف والرؤى الاستراتيجية لكل دولة. حيث تركز السعودية على استقرار الحدود الجنوبية لها، بينما تتخذ الإمارات نهجًا مختلفًا في تعزيز نفوذها في المناطق الجنوبية والشرقية لليمن والممرات البحرية الحيوية.

أسباب التباين

وأوضحت ان سبب التباين اختلاف السياسات حول إدارة النفوذ الإقليمي، ورؤى متباينة بشأن دعم الكيانات المحلية والمشاريع الاستراتيجية، وتنافس على المشاريع الاقتصادية والاستثمارية الإقليمية.

وفقًا لما نشرته التحليلات الدولية، فإن هذا الخلاف ليس طارئًا بل يمتد جذوره إلى أبعاد سياسية واقتصادية عميقة، مما يجعل العلاقة بين الرياض وأبوظبي أكثر من مجرد شراكة سياسية وقتية، بل تنافسًا طويل الأمد.

وأصبح اليمن ساحة مهمة في التنافس بين الرياض وأبوظبي، خاصة في محافظات مثل حضرموت والمهرة، حيث يتركز النفوذ السياسي والاقتصادي. وفقًا لما نشرته تقارير عالمية، فإن السيطرة على هذه المناطق ترتبط بموقعها الاستراتيجي ومواردها الحيوية، ما يجعلها مفتاحًا لفهم التنافس السعودي–الإماراتي.

وتشير التقارير إلى أن كل دولة دعمت كيانات محلية وفق استراتيجيتها الوطنية، مع تركيز على حماية مصالحها الحيوية والمشاريع الاقتصادية. وقد أدى هذا التباين في الاستراتيجيات إلى تباينات في إدارة الموارد والمناطق الجنوبية والشرقية لليمن.

إلى ذلك، دعت السعودية الأطراف المحلية إلى ضمان إدارة الموارد بشكل منسق يحقق مصالح الدولة اليمنية، مع الإشارة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات سياسية وأمنية في حال عدم الالتزام بالاتفاقيات والتنسيق.

ولم تبقَ هذه الخلافات محصورة في التصريحات الدبلوماسية، إذ تُشير تقارير إلى أن التحالف السعودي‑الإماراتي أظهر انقسامات واضحة في استراتيجياته على الأرض، بعد اتهام كل طرف الآخر بتعطيل الجهود المشتركة وتعزيز أهدافه الخاصة. وقد أظهر ذلك استمرار التباينات في إدارة الموارد والمناطق الحيوية، وهو ما يعكس تحديًا أمام الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

بينما يُعتبر الصراع في اليمن أحد أبرز تجليات التنافس بين السعودية والإمارات، إلا أن أبعاد هذا التنافس تمتد إلى ما هو أبعد من حدود اليمن، لتشمل مناطق استراتيجية في القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، والسودان، وأشكالًا من التنافس الاقتصادي والسياسي في المحيط الإقليمي. وفقًا لما نشرته تحليلات دولية وصحف عالمية، فإن هذه الأبعاد تمثل امتدادًا طبيعيًا لصراع النفوذ بين قوتين خليجيتين تسعيان لتثبيت موقعهما على الساحة العالمية.

أظهرت تحليلات دولية أن التنافس بين الرياض وأبوظبي امتد إلى منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر باعتبارهما محورًا حيويًا للمصالح الاستراتيجية في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. ففي هذا السياق، أصبح القرن الأفريقي نقطة تركيز لتنافس نفوذ القوى الخليجية، حيث يسعى كل طرف لإقامة شركاء مؤثرين وسيطرة على الممرات البحرية الحيوية التي تربط الخليج بأفريقيا وأوروبا. وفقًا لما نشرته تحليلات دولية، يمثل ذلك امتدادًا لسياسة عامة تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية والأمنية في الممرات الدولية.

وفي هذا الإطار، اتخذت الإمارات والمنطقة استراتيجيات مختلفة في القرن الأفريقي بتركيزها على إقامة قواعد، وتوقيع اتفاقيات أمنية، ودعم كيانات محلية في البلدان المطلة على البحر الأحمر والخليج، مما يعكس سعيًا لتعزيز النفوذ بعيدًا عن الإطار التقليدي لعمل الدول عبر المؤسسات الرسمية. وفقًا لما نشرته تحليلات دولية، فإن هذه التحركات الإماراتية أتاحت لها تعزيز وضعها في مناطق مثل إريتريا وسومطرة، بينما اتخذت السعودية نهجًا تكامليًا عبر التنسيق مع الحكومات الرسمية والاستثمار في البنية التحتية والشراكات الدبلوماسية.

يمثل السودان أحد أبرز الأمثلة على امتداد الصراع السعودي–الإماراتي إلى ما وراء اليمن. ففي هذا البلد الذي يعد بوابة استراتيجية من شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا، اتسعت المنافسة لتشمل دعم أطراف مختلفة داخل الصراع الداخلي، بما يعكس أهدافًا تتجاوز العلاقات الثنائية التقليدية. وفقًا لما نشرته وسائل إعلام دولية، فإن السعودية دعمت القوى الرسمية في السودان بينما اتجهت الإمارات لدعم مجموعة شبه عسكرية قوية عبر الشراكات غير الرسمية، وهو ما يعكس استراتيجيات متباينة في بناء النفوذ داخل الدولة الافريقية.

ففي حين ركزت السعودية على التعاون مع المؤسسة العسكرية الرسمية، وشكلت شراكات مع دول أفريقية كبرى لتقوية الدور الحكومي التقليدي، اتخذت الإمارات نهجًا آخر عبر دعم مجموعات غير حكومية ذات نفوذ اقتصادي وأمني، ما دفع بالسودان ليكون ساحة منافسة واضحة بين النموذج السعودي القائم على دعم المؤسسات الرسمية مقابل النموذج الإماراتي القائم على بناء شبكات نفوذ خاصة.


المنافسة البحرية والاقتصادية

تُظهر تحليلات دولية أن التحكم في الممرات البحرية الاستراتيجية، ولا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أصبح جزءًا من استراتيجية المنافسة بين الرياض وأبوظبي. ففي مناطق مثل سواحل البحر الأحمر الممتدة من السودان إلى جيبوتي وإريتريا، تعمل كل من السعودية والإمارات على ترسيخ وجودها العسكري واللوجستي عبر اتفاقيات مع الدول المطلة على الممرات الحيوية، وهو ما يعكس سباقًا للخدمات اللوجستية، والمراقبة، والأمن البحري الذي يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حماية التجارة الدولية. وفقًا لما نشرته تقارير تحليلية، فإن هذا التنافس البحري يعكس رؤى مختلفة لكيفية تأمين المصالح في المنطقة، سواء عبر التنسيق مع كيانات إقليمية أو عبر الإدارة المباشرة للموانئ والنقاط الاستراتيجية.

إلى جانب الأبعاد العسكرية والاستراتيجية، يمتد التنافس أيضًا إلى المجالات الاقتصادية والسياسية داخل تجمعات مثل مجلس التعاون الخليجي والمنظمات الإقليمية. وفقًا لما نشرته التحليلات الدولية، فإن المنافسة السعودية–الإماراتية تظهر في سباقهما لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتأثيرهما في سياسات منظمة أوبك، وأجنداتهما المختلفة في دعم المشاريع الإقليمية الكبيرة، وهو ما يعكس تنافسًا اقتصاديًا قائمًا على رؤى مختلفة للتنمية والاستثمار الإقليمي.

ففي حين تسعى السعودية إلى إرساء رؤية اقتصادية واسعة تشمل تحديث البنية التحتية وجذب استثمارات تنموية كبرى، تميل الإمارات إلى تنويع استثماراتها عبر مراكز تجارية عالمية مثل موانئها وشبكتها اللوجستية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يزيد من أوجه التنافس الاقتصادي ويمثل أبعادًا إضافية للصراع السعودي–الإماراتي خارج حدود اليمن.

تشير التقارير الدولية إلى أن هذا التنافس يشكل تحديًا كبيرًا لاستقرار مجلس التعاون الخليجي، إذ أن أي خلاف بين الدولتين قد يؤثر على الإجماع السياسي والأمني الإقليمي. كما أن إدارة هذا التنافس في اليمن والمنطقة الإقليمية ستحدد مدى نجاح التحالفات الإقليمية في الحفاظ على الاستقرار.

وفقًا لما نشرته التحليلات العالمية ووسائل الإعلام الأجنبية، فإن التنافس السعودي–الإماراتي تحول إلى واقع جيو‑استراتيجي ملموس، يظهر بوضوح في السياسات الداخلية والخارجية لكل دولة، مع انعكاسات على اليمن والمنطقة الخليجية وأجزاء من القرن الأفريقي والبحر الأحمر والسودان.

- نقلا عن عرب جورنال



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا