آخر الأخبار

الحوثي يفضح المشروع الأمريكي الإسرائيلي: من نهب فنزويلا إلى محاولة كسر اليمن

شارك

يركّز الحوثي على أن حالة الاستعداد لدى قوات صنعاء ليست وليدة اللحظة، ولا مرتبطة بجولة بعينها، بل هي نتاج مسار طويل من الإعداد والتأهيل وبناء القدرات، مقرون بوعي عقائدي وسياسي بطبيعة الصراع. في هذا الإطار، يقدّم اليمن– وفق خطابه– نموذجاً مختلفاً عن أنظمة وجماعات تمتلك السلاح شكلاً، لكنها مرتهنة في قراره وتشغيله للخارج. الجاهزية هنا لا تعني فقط الإمكانات العسكرية، بل تعني أيضاً تماسك الجبهة الداخلية، ووضوح البوصلة تجاه العدو، وعدم الوقوع في فخ الصراعات الجانبية التي يسعى الخصوم إلى إشعالها.

يستحضر الحوثي مثال فنزويلا ليؤكد أن الخطاب الأمريكي عن "مكافحة المخدرات" أو "الديمقراطية" ليس سوى غطاء للسيطرة على الثروات، تماماً كما تُستخدم عناوين "الأمن" و"محاربة الإرهاب" في منطقتنا لتبرير التدخل والنهب. وفي لبنان وسوريا، يرى أن الضغط على سلاح قوى المقاومة، أو السعي إلى تجريدها منه، يهدف إلى إزالة أي قدرة ردع حقيقية في مواجهة "إسرائيل"، بينما يُسمح بالسلاح حين يكون موجهاً لتفجير الأوضاع وإضعاف المجتمعات من الداخل.

هذا التحليل يضع محاولات التطبيع، أو تحييد الجبهات، ضمن مشروع أوسع لتفكيك الأمة العربية والإسلامية، وتحويلها إلى كيانات متناحرة، فاقدة للإرادة والسيادة، وغير قادرة على حماية ثرواتها أو الدفاع عن قضاياها المركزية.

ضمن هذا السياق، يقدّم الحوثي اليمن، وبالتحديد قوات صنعاء، بوصفها عقدة أساسية في حسابات الأمريكي والإسرائيلي. فاليمن– من وجهة نظره– لا ينطلق من حسابات مصلحة آنية أو مساومات سياسية، بل من موقف مبدئي يرى في دعم فلسطين ومواجهة الهيمنة جزءاً من الهوية والمسؤولية الدينية والأخلاقية. هذا ما يفسر– وفق الخطاب– فشل الضغوط العسكرية والسياسية في كسر هذا الموقف أو منعه من الاستمرار.

يربط هذا التحليل أيضاً بما يُتداول عن مساعي "إسرائيل" لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي والدفع به إلى الواجهة، في محاولة لخلق ذراع محلية تواجه الحوثيين وتستنزفهم من الداخل. غير أن خطاب قائد أنصار الله يستبعد نجاح هذا السيناريو، معتبراً أن قوات صنعاء تدرك مسبقاً طبيعة التفكير الإسرائيلي الأمريكي، وأدواته التقليدية القائمة على تفجير الصراعات الداخلية واستخدام الوكلاء المحليين. ويؤكد أن تماسك البنية التنظيمية والعسكرية، إلى جانب الوعي الشعبي، يشكّل سداً أمام هذه المحاولات، ويحدّ من قدرتها على تحقيق أهدافها.

الخلاصة الأساسية في كلمة الحوثي هي أن المعركة المقبلة– أياً كان شكلها أو توقيتها– لن تكون عسكرية فقط، بل معركة وعي وإرادة وصبر. فكما يُعدّ السلاح مهماً، فإن الوعي بطبيعة العدو، ورفض الانخداع بعناوينه وشعاراته، والاستعداد المستمر، تمثل– في هذا التصور– عناصر الحماية الحقيقية للأمة.

من هنا، فإن اليمن، كما يقدّمه هذا الخطاب، ليس مجرد ساحة صراع، بل نموذج للتصدي لمشروع الهيمنة، وعقبة أمام إعادة رسم المنطقة وفق الرؤية الأمريكية الإسرائيلية. ومع إدراكه المسبق لطبيعة هذا المشروع وأدواته، يرى أن فرص اختراقه أو تطويعه تبقى محدودة، مهما اشتدت الضغوط وتنوّعت الأساليب.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا