وبالنظر إلى تزامن التهديد الإسرائيلي مع تكثيف صنعاء لتحركاتها باتجاه تحريك دواليب عملية السلام والتي توقفت مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد بدا الأمر- بحسب محللين- كمؤشر على توافق بين الكيان الإسرائيلي وبين الأطراف التي تتهرب من استحقاقات السلام في اليمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف بقيادة السعودية، هدفه عرقلة مساعي السلام في اليمن.
وفي تصريحات إعلامية، الإثنين الماضي، أطلق نتنياهو تهديدات تضمنت عزم الكيان الإسرائيلي على تنفيذ عدوان جديد على اليمن، حيث قال إن ما أسماه "التهديد الحوثي" ليس تهديدا هامشيا، بل هو "تهديد كبير جدا"، مشيرا إلى القدرات العسكرية لقوات صنعاء بالقول: "لديها قدرة ذاتية على تصنيع صواريخ باليستية وأسلحة أخرى محلياً، وهي ملتزمة بما يسمونه خطة القضاء على إسرائيل. هذا ليس أمراً نظرية فحسب، بل يمكن أن يتطور مع الوقت، وسنفعل كل ما يلزم لإزالة هذا التهديد".
وجاء تهديد رئيس وزراء الكيان ليشير إلى حجم الوجع الذي ألحقته ضربات صنعاء في البر والبحر بالكيان الإسرائيلي، حيث انخرطت قوات صنعاء في دعم وإسناد غزة عسكريا، على مدى عامين من معركة مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، انطلاقا من الموقف المناصر لغزة وللقضية الفلسطينية كلها، الذي تؤكد عليه صنعاء في كل مناسبة.
وما لبثت صنعاء من جهتها أن ردت على تهديدات رئيس حكومة الكيان، حيث قائد أنصار الله "الحوثيين"، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، بمناسبة "الذكرى السنوية للشهيد"، الثلاثاء الماضي، حتمية الدخول في جولة جديدة من المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، مضيفا: "ندرك أهمية الاستمرار في البناء على أساس الاستعداد للجولة القادمة في المواجهة مع العدو ومن يتورط معه"، وتابع: "خرجنا من هذه الجولة بأقوى مما كنا فيه بفضل الله سبحانه وتعالى من كل مرحلة مضت".. ومشيدا
ولفت الحوثي إلى استمرار إسرائيل بـ"مواصلة العدوان وانتهاك الاتفاقات"، محملًا الولايات المتحدة والدول الغربية "مسؤولية المشاركة في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين"، مؤكدا أن "المنطقة لن تعرف استقرارًا ولا أمنًا ولا سلامًا طالما بقي العدو الإسرائيلي محتلًا لفلسطين ومتحركًا بمخططه الصهيوني ضدنا كأمة مسلمة".
وخلال معركة الإسناد استمرت صواريخ صنعاء وطائراتها المسيرة في استهداف عمق العدو بضربات موجعة، وفرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، بما ترتب عليه من قطع للتبادل التجاري بين الكيان والشرق، وتعطيل ميناء إيلات بشكل كامل، إلى جانب التأثير على بقية الموانئ الإسرائيلية، الأمر الذي فاقم الضغوط الاقتصادية على الكيان، وزاد من عزلته الاقتصادية، طوال أشهر الحرب.
التوقيت الذي أطلق فيه رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي تهديداته ضد صنعاء والذي جاء في وقت تتجه فيه صنعاء صوب استحقاقات السلام، والضغط على التحالف السعودي الإماراتي لتنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق الأممية للسلام في اليمن، أثار العديد من التساؤلات فيما إذا كان لهذا التهديد علاقة بمطالبة صنعاء باستحقاقات السلام، خاصة وأن تلك الدعوات والمطالبات والتحركات لم تقابل بإعلان الطرف الآخر أي رد إيجابي عليها حتى الآن.
وتستمر صنعاء في نهجها وموقفها من القضية الفلسطينية، والقائم على المواجهة للصلف الصهيوني، وجرائم الكيان ومشاريعه التدميرية التي تستهدف الأمة العربية وأراضيها ومقدساتها، خاصة في ظل الصمت والخذلان العربي، والتغافل عن حجم الخطر الذي يشكله العدو الإسرائيلي ومخططاته في المنطقة.
المصدر:
البوابة الإخبارية اليمنية