التقرير الأمريكي أقرّ بشكل واضح بالعجز الأمريكي أمام عمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها أنفقوا أكثر من مليار دولار على صواريخ الاعتراض والعمليات الجوية دون أن تنجح في وقف ما سماه “الهجمات الحوثية”.
وقال إن “أنصار الله ليسوا بحرية تقليدية، لكنهم من أكثر الخصوم نشاطاً وابتكاراً في العالم”، وهو توصيف يعكس حجم الإرباك الذي تسببت به القدرات اليمنية للبحرية الأمريكية.
ودعا الكاتب إلى ما أسماه “مبادرة الاختبار في البحر الأحمر” لاستخدام الزوارق السطحية غير المأهولة في مهام المراقبة والاستطلاع والحماية، بذريعة تقليل الخسائر البشرية والمالية، لافتاً إلى أن البحر الأحمر أصبح بيئة مثالية لتجريب هذه الأنظمة لوجود “خصم حقيقي وعواقب حقيقية”، في إشارة إلى القوة البحرية اليمنية التي نجحت في فرض معادلة جديدة في الممرات الدولية.
وتحدث التقرير عن إمكانية استخدام الزوارق الأمريكية غير المأهولة كمرافِقات للسفن التجارية أو كوسائل للإنذار المبكر وجمع المعلومات الاستخباراتية، بل وحتى كسواتر إلكترونية لجذب الصواريخ والطائرات المسيّرة بعيداً عن القطع البحرية المأهولة.
كما أشار إلى إمكانية استخدامها لمضايقة الزوارق اليمنية أو تعطيلها بشباك وسلاسل معدنية، وهي أفكار تعكس اليأس الأمريكي من مواجهة تكتيكات البحر اليمني التي أربكت المنظومات الأمريكية الحديثة.
ويقرّ التقرير بأن الولايات المتحدة فشلت في احتواء القدرات اليمنية، وأن البحر الأحمر أصبح ساحة حرب فعلية “تفرض فيها اليمن معادلاتها من موقع المبادرة”، بحسب التعبير غير المباشر للمقال.
ومن هنا، يقترح الكاتب أن تستغل واشنطن هذا “الواقع المفروض” لتحويله إلى فرصة اختبار لتقنياتها البحرية الحديثة، كما استغلت أوكرانيا لتجريب الأسلحة البرية الغربية.
ويحاول التقرير تبرير الدعوة إلى إشراك دول المنطقة، مثل مصر والسعودية، في المبادرة الأمريكية بذريعة “تعزيز أمن الملاحة”، رغم أن ما يسمى “تحالف الازدهار” الذي قادته واشنطن فشل في حماية السفن التجارية أو وقف تأثير العمليات اليمنية. كما أشار إلى تراجع إيرادات قناة السويس من أكثر من عشرة مليارات دولار إلى أربعة مليارات بسبب الحصار البحري اليمني، وانخفاض حركة الموانئ السعودية إلى ثلث طاقتها، وهو ما يعكس عمق الأثر الاقتصادي الذي أحدثه اليمن في منظومة التجارة الدولية.
ويخلص التقرير إلى أن على الولايات المتحدة أن تجعل البحر الأحمر ميداناً لتجريب “الزوارق الذكية” والأنظمة غير المأهولة، بحجة أن “البحر الأحمر ساحة حرب بالفعل”، وهي دعوة تحمل في طياتها اعترافاً بأن اليمن نجح في نقل المعركة إلى عمق النفوذ الأمريكي، وأجبر واشنطن على التفكير في حلول تجريبية بعد أن فشلت ترسانتها الضخمة في تحقيق الأمن البحري الذي وعدت به حلفاءها.
بهذا التقرير، يقرّ معهد البحرية الأمريكي للمرة الأولى بأن البحر الأحمر لم يعد ممرّاً آمناً للقوات الأمريكية، بل أصبح ميدان اختبار لقدراتها المتهالكة أمام السلاح اليمني، الذي فرض واقعاً جديداً يُعيد تعريف مفاهيم السيطرة والردع في البحار.
- نقلا عن عرب جورنال
المصدر:
البوابة الإخبارية اليمنية