آخر الأخبار

بين السلام القلق والحرب المؤجلة.. تصريحات مفتاح تلوح بانفجار جديد والتحالف في مأزق

شارك


التصريحات التي جاءت في سياق مشحون بالأزمات الاقتصادية والضغوط الدولية تعيد إلى الأذهان المعادلة التي طرحها قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، منتصف عام 2024، حين أعلن بوضوح أن أي استهداف اقتصادي أو حصار مالي ضد اليمن سيقابَل برد مباشر: "البنوك بالبنوك، والموانئ بالموانئ، والمطارات بالمطارات"، وهو ما أجبر السعودية حينها على وقف تحركات البنك المركزي في عدن وإلغاء قراره الذي حاول إجبار البنوك على نقل مراكزها من صنعاء.
حديث مفتاح لا يمكن فصله عن التطورات الميدانية والاقتصادية الأخيرة، خصوصاً بعد العقوبات الأمريكية على شركات وسفن قالت واشنطن إنها مرتبطة بـ"أنصار الله". هذه العقوبات قد تمهّد عملياً لإعادة تشديد الحصار البحري على موانئ الحديدة، وهو ما تعتبره صنعاء عملاً عدائياً مباشراً.
أي انزلاق نحو مواجهة جديدة سيكون هذه المرة أكثر كلفة على السعودية والإمارات. فمن الناحية العسكرية، لم تعد صنعاء في موقع الدفاع كما كانت في سنوات الحرب الأولى (2015–2018).
فالتطور النوعي الذي شهدته قدرات القوات اليمنية المسلحة التابعة لحكومة صنعاء- سواء في مجال الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيّرة- جعل من المنشآت الحيوية في الرياض وجدة وأبها والدمام، وكذلك الموانئ والمطارات الإماراتية في أبوظبي ودبي والظفرة، أهدافاً سهلة في أي مواجهة قادمة.
ولعلّ وصول صواريخ صنعاء في الأشهر الماضية إلى العمق الفلسطيني المحتل، وتهديدها المباشر للملاحة في البحر الأحمر، يقدم دليلاً على مدى تطور المدى العملياتي لهذه المنظومة، بحيث باتت قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية الأمريكية والسعودية المتطورة.
من منظور استراتيجي، فإن السعودية والإمارات تواجهان معضلة "الردع المزدوج"، فهما لا تستطيعان حصار صنعاء اقتصادياً بدون ردّ عسكري منها، ولا يمكنهما خوض حرب مفتوحة بدون أن تُصاب منشآتهما النفطية والتجارية بالشلل.
تهديد محمد مفتاح ليس مجرد تصريح سياسي عابر، بل هو رسالة محسوبة بدقة إلى الرياض وأبوظبي بأن "صنعاء" لم تعد محاصرة ولا معزولة، وأن أي عودة إلى سياسة الضغط الاقتصادي ستقابل برد قاسٍ في عمق دول التحالف.
وفي ضوء المعادلة الجديدة لتوازن القوى، يبدو أن السعودية والإمارات لن يكون من مصلحتهما الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مع صنعاء، لأن كلفة الخسارة هذه المرة ستكون أكبر بكثير مما سبق، ومن أي مكسب محتمل.
فالحرب اليوم ليست كما كانت في 2015، إذ أصبحت صنعاء تمتلك أوراق ردع استراتيجية تجعل من استهدافها مغامرة قد تفتح أبواب الخليج على جحيم غير مسبوق.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا