آخر الأخبار

٢٦ سبتمبر..ثورة تتجدد بعزيمة لا تقهر ومناضلون جددوا لها العهد

شارك
عدن - سبأنت -رشاد الشرعبي
ثلاثة وستون عاماً منذ كان ميلاد اليمنيين في العصر الحديث في ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ بعد عصر الظلام والكهنوت الذي ظل ألف سنة يتمدد بالدم وفتاوى النهب والتكفير وينكمش جراء رفض اليمنيين ومقاومتهم وصراعات الائمة فيما بينهم حد سفك الدماء تحت لافتة السلالة وفكرة ابليس النتنة: أنا خير منه.

ثلاثة وستون عاما ظلت جذوة ثورتنا المجيدة مشتعلة وعياً وإنجازاً ومواجهة الفكر السلالي، لكنها منذ عشر سنوات اتسعت رقعتها، وترسخت قيمها وصارت عيداً شعبياً خالصاً يتنافس فيه اليمنيين شيوخاً وشباباً ذكوراً وإناثاً للوقوف صفاً واحداً يرددون النشيد الوطني الخالد "رددي أيتها الدنيا نشيدي" يتداولون صور الأحرار، ويهتفون بقيم ثورتهم المجيدة ومبادئها السامية، رافضين الفكرة العنصرية.

كادت ان تندثر بشاعة الإمامة وجبروتها وفظاعتها وخرافاتها من ذاكرة اليمنيين خاصة الأجيال التي ولدت في كنف الثورة ومنجزاتها والحرية التي ارتبطت بولادتها، لكن الانتكاسة التي كانت في ٢٠١٤ باجتياح مليشيات الحوثي السلالية الارهابية للعاصمة صنعاء والمدن اليمنية جعلتهم أمام حقيقتها، ووضعتهم في صورة هذه البشاعة من خلال ما ترتكبه تلك المليشيات من جرائم قتل، وترويع، ونهب، وتدمير طال حتي الهوية الحضارية لليمن وتاريخها المجيد.

صار الأحرار الذين تصدروا لمواجهة الإمامة خلال عقود من القرن العشرين أيقونة النضال ضد الإمامة بنسختها الحوثية، وصارت صورهم عنواناً للتحدي والصمود، وكلماتهم التي كتبوها نثراً وشعراً بالدم والمعاناة مصباح يضيء طريق الأجيال، يرددونها من قبل ان يبدأ شهر الميلاد الأعظم "سبتمبر" بل وطوال العام تتناقلها الوسائط الاجتماعية، ووسائل الإعلام، في صورة لم تشهد لها اليمن مثيلاً من قبل.

رغم مرور ثلاثة وستون عاماً على اشتعال ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة، الا ان جذوتها لا زالت في توسع وانتشار، وشراراتها تترسخ قيماً ووعياً وإصراراً على استعادة مجد العربية السعيدة التي حاول الكهنوت دفنها، وإهالة التراب والافتراءات والأكاذيب على معالمها في الواقع وصفحات التاريخ الناصع، يقف الشباب في صنعاء ويساندهم زملاؤهم في تعز والحديدة ويخرج امثالهم في إب وحجة والمحويت وريمة ويحتفلوا بها في مأرب والجوف ويتغني بها الحضارم وأبناء لحج وشبوة وأبين في عدن والمهرة وسقطرى جنباً إلى جنب مع شقيقتها ١٤ اكتوبر المجيدة.

يردد الأطفال والأشبال كلمات عبدالله عبدالوهاب نعمان، بصوت أيوب طارش وهم يملئون اليمن ابتساماً ويرفعون اصواتهم عالية "دمت يا سبتمبر التاريخ يافجر النضال"، يحفظون كلمات ابو الاحرار "الزبيري"، وخطابات الأستاذ النعمان، وأشعار زيد الموشكي، ويتسابق اليمنيون لمعرفة سيرة نشوان الحميري، واجتهادات الشوكاني، وقصائد الموشكي، وتاريخ المقالح، وحكم البردوني، لينطلقوا في نضالاتهم ضد الإمامة الباغية بثوبها العنصري الجديد، مسلحين بالعلم والتاريخ والإرادة والعزيمة التي لا تقهر، مرددين مع شاعرهم الملهم "يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا".

سبأ نت المصدر: سبأ نت
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا