آخر الأخبار

جوناثان سباير .. ضابط استخبارات إسرائيلي في عدن وشبوة.. من فتح له الأبواب ؟

شارك

من هو جوناثان سباير؟

جوناثان سباير.. ليس مجرد صحافي كما يظهر في أوراقه، بل ضابط احتياط سابق في الجيش الإسرائيلي، وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط، ارتبط اسمه بعدة مؤسسات استخباراتية وأمنية، حيث خدم سابقاً في وحدات استخباراتية بالجيش الإسرائيلي، وعمل في "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، وكاتب منتظم في صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، وعضو في "مركز هينري جاكسون" البريطاني المرتبط بدوائر صنع القرار الغربية، ومستشار غير رسمي لجهات أمنية إسرائيلية.

سبق له الدخول إلى دول عربية كالعراق وسوريا ولبنان بجوازات متعددة وصفات مموهة، قبل أن يصل إلى اليمن عبر بوابة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفقاً لتقارير نشرها بنفسه، زار سباير المحافظات الجنوبية بين عامي 2024 و2025، في جولة استهدفت مراكز نفوذ إماراتية، وفي زيارته لعدن أجرى لقاءات مع مسؤولين محليين، ورصد الأوضاع الأمنية ومدى هيمنة الانتقالي، مشيداً بما وصفه بالاستقرار النسبي، بفعل الحضور الإماراتي.

كما زار الضالع ولحج، والتقى مقاتلين ميدانيين وقادة محليين، ووصف الأوضاع بـ"العسكرة المنفصلة والمركبة"، وزار شبوة وهي أكثر المحطات حساسية، ولم يفصح عن الأسماء التي التقاها، لكنه امتدح قوات "دفاع شبوة" واعتبرها النموذج الأنسب للقوات المحلية، كما وصف شبوة بأنها "منطقة استراتيجية مهمة للإمارات تتفوق أمنياً على أبين".

في تقاريره التي نُشرت على منصات إسرائيلية وغربية، صرح سباير بما يشبه التقييم الاستخباراتي، بأن "الجنوب اليمني يشهد تشكل تحالفات محلية يمكن الاعتماد عليها ضد النفوذ الإيراني"، ومنها أن "الإمارات تنجح في بناء كيانات مسلحة موازية لحكومة الشرعية"، وأن "القبول الشعبي النسبي يجعل من هذه المناطق بوابة لتوسيع النفوذ الإقليمي".

هذه الزيارة ليست حدثاً عابراً، بل مؤشر على تحول نوعي في أدوات الاختراق الإسرائيلي للمنطقة، تحت غطاء "صحافي باحث"، تنفذ مهام استخباراتية ميدانية في مناطق عربية حساسة.

ويعد تسهيل دخول شخصية إسرائيلية بهذا الثقل الأمني لمناطق يمنية تواطؤاً غير معلن من قوى محلية، خصوصاً في شبوة، وعلى لسان هذا الضابط الإسرائيلي ينشر تقرير استخباراتي علناً، يفضح البنية الأمنية والسياسية من الداخل، ويقابل ذلك بصمت كامل من المجلس الانتقالي، وكأن الأمر لا يعنيه، رغم أن من دخل يتبع كياناً يحتل أراضي عربية ويذبح يومياً المدنيين في غزة، ويقصف المدنيين في اليمن.

أن يدخل ضابط إسرائيلي إلى شبوة وعدن والضالع، ويتجول بحرية ويلتقي قيادات ميدانية ويكتب تقارير استخباراتية علنية، فهذه ليست مجرد زيارة، بل فضيحة سياسية وأمنية بكل المقاييس.

أسئلة عدة يبحث الشارع اليمني عن إجاباتها: من سهل دخول الضابط الإسرائيلي؟ من رافقه؟ من رتب لقاءاته؟ ولماذا لم يصدر أي موقف رسمي من المجلس الانتقالي أو من الحكومة الشرعية؟!

جزء من الإجابة هو أن الإمارات تمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، وتسعى اليوم لبناء حلفاء ميدانيين في اليمن يمكن الوثوق بهم، وعن طريقهم ومن خلالهم تفتح أبواب الجنوب لضباط استخبارات إسرائيليين، وهنا تبرز المعادلة الأخطر، فزيارة سباير ليست مجرد زيارة إعلامية أو بحثية، بل عملية اختراق استخباراتي ناعم تكشف انهيار المعايير الوطنية لدى بعض القوى المسيطرة على الجنوب.

تكريس النفوذ الإسرائيلي في عمق اليمن، يمثل تهديداً مباشراً للهوية اليمنية، واصطفافاً شائناً مخزياً مع المحتل على حساب الدم الفلسطيني واليمني.

لن يُمحى عار التطبيع والتواطؤ، ولن تنجح محاولات تلميع الاحتلال عبر بوابة الصحافة أو الدراسات الأمنية، فكما لفظت الشعوب كل متعاون، ستُفضح كل أدوات الاحتلال أينما كانت، ومهما ارتدت من أقنعة.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا