آخر الأخبار

تخادم فاضح وانتهاك للسيادة.. الانتقالي يستقبل فريقاً إسرائيلياً وينقله إلى مواقع التماس

شارك

هذه الوقائع، تمثل استباحة سافرة للسيادة اليمنية، وتفريطاً غير مبرر في الثوابت الوطنية التي وقفت عليها الجمهورية اليمنية، وخيانة صريحة للقضية الفلسطينية التي ظل اليمن، شعباً ودولة، حاضراً فيها بالموقف والدم.

تشير التقارير الأخيرة التي نشرتها صحف عبرية، إلى وصول فريق صحافي استخباراتي إسرائيلي إلى مناطق جنوبية يمنية تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي، حيث استُقبل هذا الفريق رسمياً من قِبل قيادات المجلس، بل ورافقته عناصر من الانتقالي إلى مواقع يُعتقد أنها قريبة من خطوط التماس مع قوات صنعاء. هذا التحرك ليس مجرد مرور عابر أو زيارة بروتوكولية، بل يأتي ضمن خطة تنسيق استخباراتي ميداني أوسع، يُرجح أن تكون الإمارات هي من تُشرف على هندستها وتمويلها وتسهيلها.

تحت غطاء "مكافحة التهديد الحوثي" أو "حماية الممرات الملاحية"، يتجلى بشكل متزايد أن المجلس الانتقالي لا يتورع عن فتح الأبواب لقوة أجنبية احتلالية، لها تاريخ دموي طويل في المنطقة، وترتكب جرائم إبادة جماعية يومية بحق الشعب الفلسطيني.

السماح لعناصر إسرائيلية أيّاً كان مسماها بالتواجد على الأرض اليمنية، أيّاً كانت الذريعة، يمثل خرقاً واضحاً للسيادة الوطنية وانتهاكاً صارخاً للدستور اليمني، والقوانين الدولية، والأعراف التي تقوم عليها الدول ذات السيادة.

المجلس الانتقالي، بتحركاته هذه، لا يتصرف كمكون سياسي حريص على الجنوب أو اليمن، بل كشريك ضمن تحالف إقليمي يخدم الأهداف الإسرائيلية، على حساب ثوابت الشعب اليمني وكرامته. هذه الخطوات لا تُعد مجرد سياسة خاطئة، بل هي تواطؤ صريح في عملية تمزيق اليمن وتدويله لصالح قوى الاحتلال.

تاريخ اليمن السياسي والديني والثقافي، كان دوماً مرتبطاً بموقف واضح وثابت تجاه الكيان الصهيوني: الرفض والمقاومة والاصطفاف مع فلسطين. لا يكاد يوجد بيت يمني إلا ويحمل في وجدانه شيئاً من القدس، وغزة، ودماء الشهداء الفلسطينيين.

التخادم مع إسرائيل ليس خيانة للواقع السياسي فقط، بل خيانة للدين، وللضمير العربي، ولدماء الأطفال في غزة، ولآهات أمهات الشهداء الفلسطينيين. ما يقوم به المجلس الانتقالي هو نزع للقيم الدينية من معادلة الصراع، وركض أعمى خلف تحالفات وظيفية تخدم أطرافاً لا ترى في اليمن إلا ورقة في طاولة المقايضات الجيوسياسية.

من المؤلم أن يحدث هذا في لحظة تاريخية حرجة، حيث يعيد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة وانتهاكه سيادة دول أخرى مثل قطر، رسم معادلة المقاومة في المنطقة، ويفضح زيف من يسوّقون لفكرة التطبيع والسلام مع الكيان. وفي حين يرتفع صوت الشعوب دعماً لفلسطين، ويضرب اليمن بصواريخه ومسيراته عمق الاحتلال، نجد من في الداخل اليمني، وتحديداً في الجنوب، من يفتح البوابة الخلفية للصهاينة ليطأوا أرضاً لطالما رفضت وجود أي قوى احتلالية على ترابها.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا