آخر الأخبار

إسرائيل تعجز عن ضرب منصات الصواريخ وترد بقتل الصحافيين في صنعاء

شارك

ادّعى الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف منصات إطلاق صواريخ تابعة لقوات صنعاء، إلا أن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، نفى ذلك بشكل قاطع، مؤكداً أن الغارات أصابت أهدافاً مدنية، منها صحيفتا "26 سبتمبر" و"اليمن". هذا البيان الصريح من صنعاء، المدعوم بشهادات ميدانية وتقارير إعلامية، يوضح أن ما جرى لم يكن سوى استعراض عسكري فاشل غلّفه الاحتلال بأكاذيب إعلامية لتبرير استهدافه للمدنيين.

والمفارقة أن قوات صنعاء أعلنت نجاحها في إفشال الجزء الأكبر من الهجوم، عبر استخدام صواريخ أرض-جو أجبرت المقاتلات الإسرائيلية على الفرار بدون تنفيذ غارات إضافية، ما يعزز من فرضية أن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أهدافه العسكرية، فانتقم من المدنيين.

الاستهداف المباشر لصحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن"، ومقتل وجرح عدد من الصحافيين والصحافيات، يُعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يُحرّم استهداف العاملين في المجال الإعلامي حتى في زمن الحرب، لكن ما فعله الاحتلال في صنعاء ليس جديداً؛ فقد سبق وأن استهدف الصحافيين في قطاع غزة ولبنان، وهو ما يوحي بأن قصف المؤسسات الإعلامية أصبح سياسة ممنهجة هدفها التعتيم على الجرائم وإسكات الأصوات الحرة.

الاحتلال يعلم تماماً أن الكلمة تُرعبه أكثر من السلاح، وأن توثيق جرائمه يعريه أمام الرأي العام العالمي، ولذلك يجعل من الصحافة هدفاً ثابتاً في عدوانه.

إن ما حدث في صنعاء والجوف لا يمكن فصله عن سياق أوسع من العدوانية الصهيونية الممتدة في المنطقة. في غزة، استُهدفت الأبراج السكنية ومكاتب الإعلام، وفي لبنان، لم تسلم القرى من القصف العشوائي، وفي سوريا، تُضرب البنية التحتية تحت مزاعم ضرب "أهداف إيرانية"، واليوم، تتكرر الجرائم نفسها في اليمن، ليس دفاعاً عن أمن إسرائيل، كما يزعمون، بل تأكيد على أنها كيان معتدٍ يرى في الدم وسيلة لبقائه.

لا يمكن فصل العدوان الإسرائيلي عن الغطاء السياسي والعسكري الذي توفره الولايات المتحدة. فمن يصف إسرائيل بالحليف الاستراتيجي، ويدعمها بالسلاح والمال، هو شريك مباشر في كل قطرة دم تُسفك في اليمن أو فلسطين أو سوريا أو لبنان أو غيرها من بلاد الأمة العربية والإسلامية.

التحالف الأمريكي الإسرائيلي يكشف ازدواجية فاضحة؛ فالمعتدى عليه إذا قاوم يُعتبر إرهابياً، ويصبح حليفاً إذا قبل بالاحتلال. ومن يدّعي حماية حقوق الإنسان، يدعم في الوقت نفسه آلة القتل التي تستهدف المدنيين والصحافيين.

ما حدث في اليمن، اليوم، من استهداف لمرافق صحافية ومدنية، ليس خطأً عسكرياً أو أضراراً جانبية، بل سياسة ممنهجة تدل على إفلاس أخلاقي وفشل ميداني، فالعدو الإسرائيلي حين يعجز عن المواجهة ينتقم من الأطفال والصحافيين والمارة. وهذا ما يُعيد التأكيد على أن المواجهة مع هذا الكيان ليست فقط عسكرية، بل أيضاً أخلاقية وإنسانية.

الكيان الإسرائيلي يعيش على الدماء، ويموت حين تتكلم الحقيقة. لذلك، فإن الرد ليس فقط بالصواريخ، بل بالكلمة والصمود، وتوحيد الموقف على امتداد الأمة.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا