آخر الأخبار

اغتيال السياسيين لا يغير معادلة القوة العسكرية .. صنعاء تتوعد فما سيناريوهات الرد المحتملة ؟

شارك

فشل في استهداف القيادات العسكرية

ومن خلال تصريحات قيادة الكيان الإسرائيلي الذي أرهقته عمليات صنعاء العسكرية التي تضرب عمق العدو بالصواريخ المتطورة والطائرات المسيرة، فإن الهدف الإسرائيلي المعلن من هذه الضربة هو توجيه رسالة ردع قوية، ينعكس تأثيرها بشكل مباشر على القدرات العسكرية، إلا أن الحقيقة على الأرض تشير إلى عكس ذلك تمامًا. فالشخصيات التي تم استهدافها هي قيادات مدنية بحتة، وليست لها يد مباشرة في إدارة العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء، التي أظهرت خلال الفترة الماضية قدرة فائقة على استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخها الباليستية والطائرات المسيرة، وفرض حظر بحري فعال على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، ما يعني أن قدراتها العسكرية لن تتأثر بأي شكل من الأشكال بهذا الهجوم.

ويبدو الفشل الإسرائيلي واضحا من خلال الإخفاق المتكرر في استهداف القيادات العسكرية التي سبق أن صرحت بأنها ضمن أهدافها مثل رئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري، الذي كانت إسرائيل قد أعلنت استهدافه في هذه الضربة، كما أن هذا الفشل يضاف إلى سجل إسرائيل الحافل بفشلها في استهداف القيادات العسكرية الفاعلة والمؤثرة، كالغماري ووزير الدفاع محمد ناصر العاطفي وغيرهم من القيادات البارزة. فقد حاولت إسرائيل استهداف الغماري لعدة مرات سابقة، ولكنها فشلت في كل مرة، ما يؤكد على فعالية الإجراءات الأمنية والاحترازية المتخذة من قبل هذه القيادات.

ويؤكد محللون أن استهداف قادة سياسيين لا يغير من معادلة القوة العسكرية على الإطلاق، ولا يحد من قدرة القوات المسلحة على تنفيذ هجماتها المستقبلية. هذا يعني أن الضربة الإسرائيلية لم تؤثر على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، بل إنها قد زادت من عزيمتها ودافعها للرد، وهو ما بدا واضحا من خلال تصريحات جديدة لرئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري، التي قال فيها إن "على العدو الصهيوني أن يعلم جيدا أنه بارتكابه هذه الجريمة البشعة قد فتح أبواب الجحيم على نفسه"، مضيفا: "سيكون رد قواتنا المسلحة قاسيا ومؤلما وبخيارات استراتيجية فاعلة ومؤثرة".

التصعيد الحتمي: توقعات الرد اليمني

وفي ضوء هذه التطورات فإن الموقف يتجه نحو مزيد من التصعيد، وخاصة بعد اغتيال رئيس الوزراء وعدد من أعضاء حكومته، حيث من المتوقع أن تصعد صنعاء من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، كما أن هذ التصعيد- بحسب المحللين- لن يكون مجرد رد فعل عاطفي، بل هو ترجمة فعلية ومدروسة لمبدأ الثأر الذي يحكم الصراعات في المنطقة. وقد أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، أن الرد سيكون قاسياً، فيما شدد قائد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي، في كلمة له الخميس، على أن مسار المعركة ضد إسرائيل سيستمر ويتصاعد في نفس المسار، وهذه التصريحات ليست مجرد تهديدات لفظية، بل تعكس إصراراً على مواصلة المواجهة ورفع مستوى التحدي. من المرجح أن يشمل الرد استهدافات جديدة ومختلفة، قد تطال أهدافًا استراتيجية وحساسة في عمق الكيان الإسرائيلي لم يسبق استهدافها، بحيث يكون الرد فعلاً "قاسياً ومؤلماً".

سيناريوهات الرد المحتمل

في المقابل، بدأت حالة من التوجس والقلق تسود الأوساط الإسرائيلية، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهاز الأمن العام (الشاباك) قد نقل حكومة الحرب الإسرائيلية إلى مكان سري، تحسباً لرد صنعاء المحتمل. هذا الإجراء غير المسبوق يعكس مدى جدية التهديدات اليمنية وتوقع إسرائيل أن يكون الرد غير تقليدي، وربما يستهدف أهدافاً حيوية في عمق الكيان الصهيوني. التصريحات الصادرة عن القيادات العسكرية في صنعاء، مثل رئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري، تزيد من حدة هذا التوجس. فقد قال الغماري: "على العدو الصهيوني أن يعلم جيدا أنه بارتكابه هذه الجريمة البشعة قد فتح أبواب الجحيم على نفسه"، مضيفًا أن الرد "سيكون قاسيا ومؤلما وبخيارات استراتيجية فاعلة ومؤثرة"، وأنهم "ماضون في تطوير قدراتنا العسكرية الاستراتيجية كما وكيفا".

ويؤكد المحللون أن الضربة الإسرائيلية على صنعاء، رغم نجاحها في اغتيال قيادات سياسية، لا تُعد انتصاراً استراتيجياً بأي مقياس، فقدرات قوات صنعاء العسكرية لم تتأثر، والرسالة التي كانت إسرائيل تأمل في إيصالها لم تُحدث الأثر المطلوب. وبدلاً من ذلك، فإن هذه الضربة دفعت الأوضاع نحو مزيد من التصعيد الذي يصب في مصلحة محور المقاومة ويضع إسرائيل أمام تحديات جديدة. مضيفين أن هذه الهجمات تحمل إشارة واضحة إلى أن حكومة نتنياهو وصلت إلى حالة من الإفلاس، والعجز عن تحقيق أهدافها، وأنها تلجأ إلى مثل هذه الضربات اليائسة لمداراة ذلك الفشل.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا