صنعاء من جهتها تتهم هذه الأطراف بتنفيذ أجندة أمريكية إسرائيلية، تهدف إلى ثنيها عن الاستمرار في معركة الإسناد لغزة، كما تتهم السعودية والإمارات بالانجرار وراء هذه الأجندة، وتمويل تحركات الأطراف الموالية لهما لتفجير حروب داخلية ضد صنعاء.
وبموازاة ذلك تتحدث السلطات الأمنية بصنعاء عن كشف مخطط مدعوم من الخارج، يهدف إلى تفجير حالة من الفوضى في المناطق التابعة لها، عبر تأجيج الشارع تحت لافتات مطلبية وحقوقية، مشيرة إلى أنها تمكنت من كشف هذا المخطط والسيطرة عليه، وأنها سوف تكشفه للرأي العام في الوقت المناسب.
كما تواصل حكومة صنعاء على لسان مسؤولين وسياسيين وقادة في القوات التابعة لها التحذير لكافة المكونات والأطراف السياسية والمجتمعية في نطاق سلطتها وحتى الأفراد، من الانخراط في أي مخطط يهدف إلى إثارة الفوضى في هذه المناطق مؤكدة أنها لن تتهاون إزاء ذلك باعتباره خيانة وطنية كبرى، ونسفا لكل التضحيات التي قدمتها اليمن في سبيل إسناد غزة والانتصار لمظلوميتها.
وعسكريا تشهد مناطق سلطة صنعاء تحركا عسكريا واستعدادا اسعا على مستوى المناطق العسكرية والوحدات التابعة لها، وذلك في مقابل تحركات عسكرية مماثلة من قبل القوات التابعة لحكومة الشرعية، وخاصة في جبهات مارب وتعز والساحل الغربي، وهو ما يعني أن جميع الأطراف تعد نفسها لأي موجهات يحتمل اندلاعها على المدى المنظور.
وبناء على ما سبق، وفي ظل التطورات المتصاعدة، فإن لا تزال جميع مكونات الحكومة المعترف بها دوليا تراهن على دعم التحالف السعودي الإماراتي، وكذا الدعم الأمريكي المباشر وغير المباشر، الذي لطالما ترددت المطالبات على لسان مسؤولين وقادة عسكريين تابعين لهذه الحكومة، منذ بدأ عمليات صنعاء المساندة لغزة برا وبحرا، أبدوا خلالها استعدادهم للقتال ضد صنعاء في حال قدمت لهم الولايات المتحدة وحلفائها الدعم اللازم.
وفي المقابل فإن الرهان بالنسبة لصنعاء يظل متمحورا حول قدراتها العسكرية التي تشهد تطورا مستمرا ومتسارعا، كما هو أيضا على تماسك الجبهة الداخلية، وهو الرهان الذي سبق أن حققت من خلاله صنعاء انتصارا كبيرا خلال الحرب مع التحالف منذ مارس ٢٠١٥، وحتى اليوم.
وفي ظل هذا الوضع بالغ التعقيد، والتوتر المتصاعد، وانسداد أي أفق للحل السياسي في اليمن، يؤكد المحللون أن أي محاولات لتفجير صراع داخلي في اليمن، من شأنه أن يعيد الحرب إلى أوجها، حيث لن تتوقف هذه المرة عند حدود اليمن، بل قد تطال الدول التي تتهمها صنعاء بالانخراط في المخطط الأمريكي الإسرائيلي بعد فشلهما في الحرب المباشرة مع قوات صنعاء، وعدم مقدرتهما على تحقيق أي من أهدافها التي يأتي في مقدمتها وقف هجمات صنعاء ضد إسرائيل، ورفع الحظر الذي تفرضه على الملاحة الإسرائيلية.