آخر الأخبار

تعزيزات أمريكية ودراسة إسرائيلية لهجمات الصواريخ اليمنية .. قراءة تحليلية للتصعيد الأخير

شارك

وأكدت مصادر إعلامية صينية أن القوات الأمريكية قامت بنقل عشرات المنظومات الدفاعية من نوع “ثاد” (THAAD) من قواعدها في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط إلى المدن المحتلة داخل فلسطين. وتعتبر منظومات “ثاد” من أبرز التقنيات الدفاعية الأمريكية المتخصصة في اعتراض الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي، وبمدى بعيد، وهي قادرة على التعامل مع تهديدات متقدمة نسبيا، ما يعكس جدية الإدارة الأمريكية في حماية إسرائيل من أي تصعيد محتمل.

ورغم هذا الانتشار الدفاعي، يوضح الواقع أن منظومة الاعتراض الأمريكية سبق أن فشلت في صد الهجمات الصاروخية اليمنية، أبرزها هجوم الجمعة الماضي. هذا الفشل لا يقلل من حجم التحرك الأمريكي الحالي، لكنه يشير بوضوح إلى سعي واشنطن لتكثيف قدرات الدفاع الجوي لدى الاحتلال، خشية تكرار هجمات أكثر دقة أو عنفا في المستقبل.

من جهة أخرى، سلط موقع “واللا” العبري الضوء على المخاوف الجديدة التي تساور الجيش الإسرائيلي حول القدرات اليمنية. فقد أظهرت عمليات المسح والتحليل لمسار الصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن أن هناك احتمالية استخدام رأس حربي متشظٍ للمرة الأولى.

ووفقًا لمصدر داخل سلاح الجو الإسرائيلي، تشير التقديرات إلى أن الصاروخ ربما كان يحمل عشرة رؤوس حربية، ما يعقد من مهمة الاعتراض ويزيد من احتمالات اختراق الدفاعات الجوية.

وتشير المعلومات إلى أنه بعد إطلاق الصاروخ، تم العثور على مجموعة متنوعة من القطع في المنطقة المستهدفة، وبعد تحليلها دقيقًا، أثارت الشكوك حول إمكانية أن أنصار الله استخدموا رأسًا حربيًا قابلًا للتقسيم إلى ثلاثة رؤوس أصغر، مما يجعل مهمة الاعتراض أكثر تعقيدًا. فحتى مع التقدم التكنولوجي لمنظومات “ثاد”، فإن التعامل مع رؤوس متعددة الانقسام يمثل تحديًا كبيرًا، نظرًا للسرعة والارتفاع الذي تتحرك فيه هذه الرؤوس قبل انفصالها عن الجسم الأساسي للصاروخ.

ويعكس هذا الاكتشاف قلقًا داخليًا لدى “المؤسسة الدفاعية” الإسرائيلية، التي أقرّت بأن اليمنين يمتلكون قدرات محلية على تطوير وتصنيع الصواريخ، بما في ذلك الرؤوس الحربية المتقدمة. وإذا تأكد استخدام رأس حربي منقسم بالفعل، فإن ذلك قد يدفع الاحتلال لإعادة النظر في سياسات الاعتراض والدفاع الجوي، وربما تعديل استراتيجياته الدفاعية بشكل جذري لمواجهة التهديدات المستقبلية.

تحليليًا، يعكس هذا التصعيد عدّة نقاط رئيسية. أولًا، يؤكد الهجوم اليمني الأخير قدرة قوات صنعاء على التطوير التكنولوجي المحلي، بما يمكنها من تحدي القوى الكبرى في المنطقة، وإرباك حسابات الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي على حد سواء. ثانيًا، يظهر التفاعل الأمريكي كإشارة على التزام واشنطن بالحفاظ على تفوقها الاستراتيجي في المنطقة، لكنها أيضًا تُظهر هشاشة الاعتماد على منظومات دفاعية بعيدة المدى إذا ما واجهت تهديدات متطورة ومصممة خصيصًا لتجاوزها.

كما يُشير التقرير العبري إلى أن التطور في تقنيات الصواريخ اليمنية، وخصوصًا إمكانية استخدام رؤوس متعددة الانقسام، قد يغير قواعد اللعبة في النزاع الإقليمي. فالدفاعات التقليدية، مهما كانت متقدمة، تصبح أقل فعالية أمام تهديدات قادرة على التفكك والتشتت، وهو ما يزيد من احتمالية وقوع أضرار جسيمة في حال تكرار الهجمات.

ختامًا، يبرز هذا المشهد الواقع الجديد في صراع القوة في الشرق الأوسط، حيث تتداخل القدرات الدفاعية مع الابتكار الهجومي المحلي، وتستمر الدول الكبرى في التكيف مع التهديدات المتطورة. في هذا السياق، فإن تعزيزات “ثاد” الأمريكية، رغم أهميتها، قد لا تكون حلاً مطلقًا، لكنها على الأقل تعكس جدية الولايات المتحدة في حماية إسرائيل، بينما تستمر التحليلات الاستخباراتية الإسرائيلية في محاولة فهم طبيعة الصواريخ اليمنية المتقدمة واستشراف خطواتها المستقبلية.


* عرب جورنال


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا