وأكدت صحيفة "Il Faro sul Mondo"، الإيطالية في تقرير لها، أن إسرائيل لجأت الى استخدام الخوارزميات القاتلة والذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية خلال حربها على غزة ولبنان وإيران.
ولفتت أن هذه الأنظمة تجمع معلومات من مصادر مختلفة كالمكالمات الهاتفية، والصور الجوية، وحركات الهواتف المحمولة، ونشاط الإنترنت، وحتى الأنماط السلوكية التي يتعلمها الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت، وانه يتم تغذية هذه البيانات في نظام تعلم آلي لتحديد "السلوكيات المشبوهة" أو العلاقات بين الأفراد.
وجاء في التقرير:
أهم أنظمة الذكاء الاصطناعي التى تستخدمها إسرائيل:
-- نظام لافندر: يُستخدم لتحديد أنشطة المقاومة بشكل شبه آلي. ويُصنّف الأهداف بناءً على مستوى "التهديد" الذي تُشكله، أو نشاطها الإلكتروني، أو علاقاتها بأفراد آخرين مصنفين. وقد اعتمد الجيش الإسرائيلي عليه بشكل كبير خلال حرب قطاع غزة.
--نظام "أين أبي؟": يُستخدم لتحديد وقت تواجد مقاتلي المقاومة في منازلهم، ليتم استهدافهم وهم مع عائلاتهم. وهذا يكشف الطبيعة اللاأخلاقية لاستخدام هذه الخوارزميات لتوجيه عمليات الاغتيال، مما يجردها ومنفذيها من أي بُعد إنساني.
--نظام هابسورا : يستخدم لتحديد المواقع الأكثر ملاءمة لتنفيذ الهجمات بناءً على تحليل المتغيرات الميدانية، مما يجعل العمل العسكري أكثر "فعالية" من وجهة نظر الاحتلال.
--الاستخدام في إيران:
وذكر التقرير، خلال العدوان الأخير على إيران، أشارت بعض التقارير إلى استخدام أدوات تحليلية مماثلة لتحديد مواقع مقرات الحرس الثوري الإسلامي ومراكز قيادة واتصالات حساسة. وبينما لا تتوفر حاليًا معلومات عامة كافية لتأكيد استخدام هذه الأنظمة، لا تزال الشكوك قائمة حول استخدامها في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده .
ترى إسرائيل في هذه الأنظمة أداةً لتعويض نقص كوادرها، لا سيما في ظل استنزاف جيشها في مختلف ساحات القتال وأزمة التجنيد التي تعاني منها. هذا يدفع تل أبيب إلى اللجوء إلى هذه الأساليب بدلاً من الجنود الفعليين، محققةً "قتلاً سريعاً" دون الحاجة إلى اتخاذ قرار بشري. إلا أن هذا يفتح الباب أمام انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إذ يتعرض الأفراد لهذه الأنظمة، ويخضعون للمراقبة المستمرة، ويتعرضون للاستهداف في أي وقت، كما هو الحال في لبنان مع الهجمات الممنهجة على قادة حزب الله.
--لماذا تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي؟
يلجأ العدو إلى استخدام الخوارزميات القاتلة والذكاء الاصطناعي في عملياته العسكرية، ليس فقط لزيادة دقة الاستهداف أو تقليل تكلفة الجهد البشري، بل أيضًا لتوفير غطاء قانوني وأخلاقي زائف لتبرير هجماته، تتيح له هذه التقنيات الادعاء بأن قرار الاغتيال لم يتخذه إنسان، بل "نظام ذكي" أو "توصية خوارزمية"، مما يتيح له فرصة التهرب من المسؤولية المباشرة عن العواقب الكارثية، سواءً من هجمات على المدنيين أو استهداف خاطئ. بهذه الطريقة، يختبئ العدو وراء هذا القناع لتجنب اتهامه بأنه الجاني الحقيقي للجرائم.
--أهم المطورين وراء هذه الأنظمة:
تُعتبر الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والمتخصصة في المراقبة والتحكم الإلكتروني، من أكبر وحدات التجسس في العالم. يتخرج من هذه الوحدة سنويًا عشرات الخبراء، ويؤسسون شركات تقنية خاصة، يشارك العديد منها في تطوير أدوات المراقبة والهجمات الإلكترونية.
يكمن الخطر الأكبر لهذه الخوارزميات في منح "الآلة" القدرة على تصنيف الإنسان كـ"هدف مشروع" بناءً على مؤشرات يصعب على منفذ الأمر فهمها. بهذه الطريقة، يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة تهدف إلى تبسيط حياة الناس إلى أداة موت يمكن للعدو التلاعب بها لارتكاب الاغتيالات.
---البوابة الاخبارية اليمنية YNP:
--المصدر: صحيفة "Il Faro sul Mondo" الإيطالية.