احتضنت حديقة السبعين بصنعاء فعالية احتفالية نظمها ناشطون، شهدت إلقاء العديد من الكلمات والقصائد الشعرية والرقصات الشعبية، وسط أجواء بهيجة وتوزيع للمشاقر على الحاضرين والمشاركين.
من جانبه، أكد مؤسس "عيد المشاقر" الناشط محمد عبدالله علي، في كلمته خلال الحفل، أن هذا العيد "وُلد من رحم المعاناة وفي أصعب حقبة من تاريخنا الطويل والقاسي، كتعبير صادق وحقيقي عنا جميعاً وعن معاناتنا على هذه الأرض". وأضاف أن الاحتفال يمثل "رد اعتبار للطبيعة، وللعلاقة الوثيقة التي قطعوها بيننا وبينها"، مشدداً على الإيمان بالقدرة على إحداث التغيير وصناعة الفرق وبناء "اليمن المنشود".
ويحتفل اليمنيون في الداخل والخارج بيوم #عيد_المشاقر_1_يونيو، معتبرين إياه عيداً لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، و"حمامة سلام ورمزاً للصمود والاعتزاز بالهوية اليمنية، ودعوة صريحة لنبذ الفرقة والانقسام، والالتفاف حول الوحدة والسلام".
--رمز للجمال والهوية:
تُعد المشاقر، وفقاً للمنظمين، رمزاً للجمال والصفاء والسلام والفرح والاحتفال، بالإضافة إلى كونها عطراً تقليدياً وأداة زينة، بل "جزءاً من الهوية الثقافية والتراثية لليمن". ولفت مؤسس العيد إلى أن علاقة الإنسان اليمني بالمشاقر ضاربة في القدم، حيث حرص اليمنيون على زراعتها كجزء من تراثهم الأصيل، مما يعكس اهتمامهم الكبير بهذه النبتة الفواحة المتجذرة في موروثهم الشعبي.
--احتفالات موازية وتخطي الجغرافيا:
شهدت مدينة تعز بدورها فعالية احتفالية كبرى تضمنت فقرات شعرية ومسرحية، وكلمات معبرة عن المناسبة، بالإضافة إلى استعراض للرقصات الشعبية اليمنية. كما أقيمت فعاليات احتفالية مصغرة في محافظات أخرى مثل الحديدة، مأرب، وإب.
وعلى صعيد موازٍ، دشن ناشطون من داخل اليمن وخارجها حملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم #عيد_المشاقر_1_يونيو، حيث تداول رواد المنصات صور المشاقر بأنواعها المختلفة على نطاق واسع. واستخدم الناشطون الهاشتاغ وصور المشاقر للدعوة إلى إحلال السلام والأمن في اليمن، متمنين أن تتغلب رائحة المشاقر على رائحة البارود.
ولم يقتصر الاحتفال بـ "عيد المشاقر السابع" على جغرافيا اليمن فحسب، بل تخطاها ليشارك فيه طلاب مبتعثون وناشطون يمنيون في المهجر. ونشر يمنيون في دول مثل الهند وروسيا وهولندا صوراً لهم وهم متزينون بالورود التي ترمز للمشاقر، في رسالة تضامن ومشاركة مع أقرانهم في الداخل.